تصدر نتائج مباراة الدخول إلى كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية في الجامعة اللبنانية، غداً السبت. وقد أبدى طلاب الاجتماع والاقتصاد قلقهم من مسابقة الرياضيات. فهم لم يتمكّنوا من معالجة سوى 65 في المئة من المسابقة فقط، لكون الأسئلة الباقية جاءت من خارج منهاج فرعهم
نغم جوني
يسود القلق أوساط الطلاب عشية صدور نتائج مباراة الدخول إلى كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية. وتتجدّد الشكوى من تهميش دور الجامعة في المشاركة في وضع الأسئلة منذ أن تسلّمت دائرة الامتحانات الرسمية في وزارة التربية تنظيم المباراة. وكانت مسابقة الرياضيات قد أثارت استياءً في صفوف المرشحين، ولا سيما طلاب الاجتماع والاقتصاد الذين تمكنوا من معالجة 65 في المئة من المسابقة فقط.
وبدت المشكلة أكثر بروزاً في شعبة النبطية حيث تقدم 575 طالباً من أصل 765 من هذا الفرع. وإذا كان العدد المطلوب للشعبة من الفروع الثلاثة للثانوية العامة لا يتجاوز 130طالباً، فماذا سيكون مصير الراسبين الذين قد يصل عددهم إلى 500 طالب. وفيما توقع الطلاب أن لا تتجاوز نسبة النجاح 6 في المئة، مثّل هذا الواقع إحباطاً لدى الكثيرين ممن تقدّموا للمباراة. وتقول الطالبة ندى علوش: «إذا جرى تقويمنا بحسب مسابقة الرياضيات، فبتُّ شبه متأكدة أنني لن أدخل شعبة النبطية، علماً بأنني كنت أحصل في الثانوية على أعلى العلامات في الرياضيات». وتؤكد علوش مع زميلاتها أن العدد الذي سمح له بخوض الامتحانات في شعبة النبطية مخيف.
هكذا يحرم الطلاب نعمة الدخول إلى الجامعة اللبنانية الرسمية. فطلاب الاجتماع والاقتصاد يراهنون بشكل أساسي على كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال، و«إلا فإن توجّهنا سيكون نحو الجامعة الخاصة»، يقول الطالب صادق الشامي. ويردف «الأبواب أقفلت في وجهي ولم أجد سوى اختصاص العلوم الاقتصادية متنفساً لي، لكنني لست متفائلاً بالنتيجة ولا أعرف ما هو الاختصاص الذي سأدرسه، وخصوصاً أن أوضاعنا المادية تكاد لا تسمح لي بالتسجيل في الجامعة اللبنانية، فكيف في الجامعات الخاصة؟».
على صعيد آخر، يتساءل عضو مجلس طلاب شعبة النبطية محمد جوني لماذا لا يحق للجامعة اللبنانية أن تشرف على طرح الأسئلة، كباقي كليات الجامعة التي تشترط النجاح في امتحان الدخول. ويرى أنّ حصر هذه المهمة في وزارة التربية يعد انتقاصاً من دور الجامعة وبالتالي عدم الاعتراف بكفاءة الأساتذة.
أما مدير الشعبة الدكتور حسين بدران، فلم ينفِ القلق من المباراة، بل يشدد على الصعوبة اللافتة في مسابقة الرياضيات. ويوضح أنّ تقويم بعض الأساتذة يؤكد أنّ مستوى الأسئلة لا يتناسب مع قدرات طلاب الاجتماع والاقتصاد. ويلفت إلى أنّ العلامة القصوى التي يستطيعون تحصيلها على المسابقة 12 علامة لا 20، باعتبار أنّ هناك 8 علامات على أسئلة من خارج المنهاج. ويلفت إلى أن «القبضاي» وحده سيجتاز هذه الصعوبة، نافياً ما يردّده الطلاب عن أن معدل النجاح قد يبلغ 6 في المئة «فهذه مباراة لا امتحانات، وإذا كانت نسبة النجاح المطلوبة لم تتحقق وفق المعدل المعهود 12/20، فمن الطبيعي أن يصار إلى تقليص هذه النسبة، لكن إلى الحد المعقول الذي يحافظ على المستوى العام للطلاب».
أما العدد المطلوب لشعبة النبطية «فهو ليس بيدنا، هذه طاقتنا في الاستيعاب ولن نقدر على تخطيها».
إزاء هذا الواقع، ثمة أسئلة تتردد في أذهان الطلاب المرشحين: لماذا لا يشارك أساتذة الكلية في وضع أسئلة المباراة؟ لماذا يفتح باب تقديم الطلبات أمام هذا العدد الكبير من الطلاب فيعطونهم أملاً يموت قبل أن يولد؟ ما هو مصير الطلاب الراسبين، وخصوصاً طلاب الاجتماع والاقتصاد، ولا سيما أنّ الخيارات ليست مفتوحة أمامهم؟.


حبيب: الرياضيات متوازنة

أكد الدكتور كميل حبيب، عميد كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية ــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، أنّه لن يترك أي طالب ناجح في الشارع، ولن يكون هناك تدخّل لإنجاح أي طالب. من جهة ثانية، رأى أنّ مسابقة الرياضيات أتت متوازنة للجميع، بمن فيهم طلاب الاجتماع والاقتصاد. لكن المفارقة، كما قال، أنه لا يمكن المقارنة بين أسئلة الثانوية العامة وأسئلة مباراة الدخول، «فنحن نريد أن نحافظ على المستوى التعليمي للكلية». وجدّد حبيب تأكيده أنّ مكتب التفتيش والإنماء في الجامعة سيشرف على النتائج. ويقول: «نريد إشراك الجميع منعاً لأي التباس». من جهة ثانية، علمت «الأخبار» أنّ نسبة الرسوب في اللغة الإنكليزية مرتفعة، علماً بأنّ 5 من 20 هي علامة لاغية.