صيدا ــ خالد الغربيفي مشغلهم في مركز «اتحاد المقعدين اللبنانيين» في صيدا الذي تبدو فيه الحركة كخلية نحل، راحت ميرفت حسنين من على كرسيها المتحرك، تضع اللمسات الأخيرة مع زميلها إيهاب أيوب المتكئ على عكازيه، على «ماكيت» هندسي لمبنى في صيدا طلب منها إعداده مهندس من المدينة، بينما عشرات المجسمات الهندسية تحيط بها، ومنها واحدة لمشروع ضخم يتضمّن منطقة صناعية ومركزاً تجارياً وحدائق عامة، وتعتزم إحدى المؤسسات الهندسية تنفيذه خارج لبنان.
تسألنا ميرفت رأينا بما شاهدناه، وتطلب منا الابتعاد عن المجاملات «لم تعد تغشنا نظرة الشفقة التي تخطيناها منذ زمن بعيد. لم نعد نشعر كأننا غرباء في مجتمع الأسوياء. نحن بشر نتفوق على إعاقتنا ونشعر بأننا ننتج ونعمل مثل الآخرين. وليكن مقياس تقييم عملنا مهنياً صرفاً».
يحدثنا مدير المشغل عبد الكريم رحال أن الكثيرين في القطاع الهندسي باتوا يولون أمر الماكيت لتلك العناصر الماهرة والجيدة في مشغل المقعدين. ويشير إلى أن المشغل يهدف إلى دمج وتحسين الوضع المعيشي للمعوقين. وهو خدماتي ومجهز بأحدث الماكينات وفق برامج متخصصة. وعموماً فإن هدف المشروع زيادة وعي الرأي العام بالدور والمساهمة الفاعلة التي يستطيع الأشخاص المعوقون أن يقدموها للمجتمع ككل، وتأمين فرص عمل للأشخاص المعوقين.
في المركز، حيث كل شيء يشير الى عمل متقن، تطالعك شعارات منها شعار «تنمية من الكل... للكل». شعار يعكس حقيقة راسخة. و«ليش لأ؟!» على حد قول كتابة على الحائط تعلو غرفة الاستقبال.