يواجه الطالب البقاعي شروطاً سياسية للاستفادة من المنح، منها أن تتمنى الجهة المانحة على الطالب رفع علم حزبها على سطح منزله
البقاع ـ فيصل طعمة
تستعد التيارات السياسية، مع بدء العام الدراسي، لإقحام طلاب الجامعات والمدارس في اللعبة الانتخابية المقبلة. تقدّم المنح، تحت غطاء المساعدات الدراسية، إجراءً احترازياً يحميها من مفاجأة غير متوقعة. تجهد في مدّ الطلاب، ومن خلفهم ذويهم، بعطاءات تتجاوز تكلفة السنة الدراسية الواحدة، حتى يظن الطالب أنه يخرج منها في بعض الأحيان رابحاً، لكونه يوفر مدخولاً قبل دخوله ميدان العمل. لكن المشكلة التي يواجهها الطالب البقاعي تكمن في الشروط المفروضة للاستفادة من هذه المنح. فبعض التيارات تشترط مثلاً عدم الدخول إلى جامعات تخص خصوماً سياسيين.
هكذا يقع الطالب بين خيار حاجته للمنح بسبب الظروف المعيشية وفخ الرهانات والخيارات الخاطئة.
لا يجد وليد مفراً من قبول المنحة الدراسية، وإن كانت مشروطة. يقول: «ماذا أعمل؟ منذ أن نجحت في الامتحانات الرسمية، بدأت عروض المنح الدراسية تنهال علي، لكنني لم أجد أياً منها بريئاً، فكل من يأتي يبدأ كلامه بأفلاطونيات لا تنتهي عن الغاية الإنسانية للمنح، إلى أن ينهي خطابه بشروط «صغيرة» ـــــ كما يصفها ـــــ مثلاً: تأخذ ألف دولار إذا تسجلت في الجامعة اللبنانية، وبين 30 ـ40 % في باقي الجامعات الخاصة ما عدا بعض الجامعات. أعرف عندها أنها تخص خصومهم السياسيين، لينتهي بالتمنّي عليّ لو أضع علم حزبه السياسي على سطح المنزل». يشرح وليد أنّه حصل في العلوم العامة على معدل 12/20، وكان يرغب في التخصص بالهندسة المدنية، وهو اختصاص غير متوافر في فرع الجامعة اللبنانية في البقاع. يسأل: «ماذا أفعل؟ ألف دولار لا تكفيني في كلية الهندسة في بيروت، ما سيضطرني إلى تبديل الاختصاص، لكون الأهل لا يستطيعون تغطية النفقات».
أما جوليانا، الطالبة في فرع الاجتماع والاقتصاد، فترى في هذه الممارسات الكثير من الاستغلال. تقول: «جوّعونا حتى صرنا نقبل بأي شي، لا نريد منهم منحاً دراسية، فهذا واجب الدولة، وليس واجب الأطراف السياسيين، فعليها أن تنظر إلى الطلاب وحاجاتهم. فغالباً ما يختار الطلاب جامعات لمجرد قربها من منطقتهم وتكلفتها البسيطة».
أحد الناشطين في المجال التربوي في منطقة البقاع، التابع لأحد الأطراف السياسيين، يقول: «نحن نعطي المنح من دون أن نشترط على أحد أي شيء، فقط نقول لهم من يريد التسجيل في الجامعة اللبنانية يحصل على منحة دراسية من ألف دولار، أما إذا أراد أن يتسجل في جامعات خاصة، فالأمر له حسابات أخرى، قد تصل المنحة إلى 100% إذا حصل على 14/20 وما فوق في الامتحانات الرسمية». ينفي أن يكون هناك عمل انتخابي أو سياسي، فنحن تعودنا أن ندعم قطاع التعليم منذ زمن طويل، ونتابع الأمر حتى اليوم».
معركة كبيرة تخوضها الأطراف السياسية في هذا المجال. تنشط بتبادل الاتهامات، ففريق يتهم الآخر بطرد مناصرين له من مؤسسات تربوية بخلفيات سياسية، وإعطاء منح وتسهيلات لآخرين، وآخرون يرون في هذه الممارسات، أساليب لعبة انتخابية، أبطالها الساسة، وسلاحهم الطلاب. ويبقى الطلاب الكرة التي يتقاذفها السياسيون.