ساره أسعدسريعاً صارت الهواية مصنعاً صغيراً للتّخمير ثم حانة تحمل اسم المنتج: 961.
يتذوّق السّاهرون البيرة بأبهى حللها. تشكيلة كبيرة من الأنواع المصنّعة في معمل صغير بمستوى عالمي في التّخمير. يعرف كلّ زبون ما يفضّل من النّكهات، تتغيّر الاختيارات بحسب الموسم والطّعام المرافق لها... والمزاج.
أمّا مدير الحانة والشّباب العاملون فهم من الملمّين بالمنتجات، يقدّمون النّصح للزّبائن الجدد. عند ارتياد المكان يكتسب السّاهر الكثير من المعلومات عن هذا المشروب الذي، بحسب مازن، لم يأخذ حقّه في لبنان. ليس المشروب حكراً على «قعدة البحر» ولا اختصاصه المساعدة على الهضم، بل نتذّوقه بلهفة وبالأنف. إحدى مميّزات البيرة مثلاً أن تُشرب من كأس بدل القنّينة، لأن للنّكهة وللعبير سحر التّعرّف إلى المشروب بحاسّة الشمّ أوّلاً.
منتجات 961 مصنّعة يدويّاً، بعناية، معتّقة، حرفيّة وتقارب العمل الفنّي من حيث الاهتمام الّذي تحظى به كلّ «طبخة». وقد جرى العمل على تصدير هذه «التّحفة» لتكون سبب «فخر إضافي» بالمنتج المحلّي.
يقدّم المكان قائمة طعام محنّكة، سلطات قليلة، شطائر قليلة، مقبّلات قليلة، وأنواع حلوى قليلة، لكنّها تجنّد كلّ حاسّة تذوّق لدينا في رحلة استكشاف مميّزة، وممتعة. يرغب المتذوّق بالاحتفاظ بها لنفسه كأكثر الأسرار غموضاً. الكمّيات محسوبة بدقّة لئلّا تتخم المتذوّق، بل ترفع شعور المتعة إلى اللّحظة الدّقيقة الّتي تسبق الاكتفاء من الطّعم.
الشّعار واضح: «هل تخاف من التغيير؟» وهي الفلسفة هي التّي دفعت بمازن ورفاقه لخرق رؤيتنا الباهتة للبيرة وتحويلها إلى متعة تذوّق حقيقيّة؟