صور ــ آمال خليلتشمل جائزة نانسن بتقديرها آلاف العاملين الذين تناوبوا على العمل في إطار عشرات الهيئات والمؤسسات الدولية التي أسهمت في عملية تنظيف الجنوب من الألغام والقنابل العنقودية، وبالأخص العمال الأربعة عشر الذين سقطوا خلال تأدية عملهم. لم يكن المنقّبان اللبنانيان عباس جابر وعلي بيطار ورئيس شركة «الباكتيك» أولهم، وقد لا يكون آخرهم الجندي البلجيكي «فان بيتر كم» الذي سقط قبل أيام في حقل ألغام بعيترون والمنقّب دياب رجب دياب الذي أصيب الأسبوع الماضي في «حلتا».
يرجّح البعض أن تكون هذه الجائزة «مكافأة نهاية خدمة» لمكتب التنسيق الذي يدير البرنامج منذ بدايته عام 2000، أو تعويضاً عن حجب بعض الدول الكبرى لتمويلها عنه، ما يهدد استكماله لمهمته. فيما يحسبها آخرون بمثابة تزكية نروجية لاتفاقية حظر استعمال القنابل العنقودية التي ستُوَقَّع في العاصمة أوسلو في 3 كانون الأول المقبل.
مهما كانت الخلفيات، فالنتيجة واحدة، ومكتب التنسيق لنزع الألغام التابع للأمم المتحدة في جنوب لبنان يعيش حالياً أسابيعه الأخيرة قبل أن يسلّم الأمانة للجيش اللبناني خلال شهر كانون الأول المقبل، منهياً ثمانية أعوام من «تنظيف الجنوب» بداية من الألغام، ولاحقاً من القنابل العنقودية.
فبناءً على اتفاقية التفاهم التي وقّعها الجيش اللبناني مع المكتب في شهر شباط الفائت، يسلّم المكتب الأراضي التي نُظِّفَت وتلك التي ما زالت ملوثة، إلى الجيش الذي سيستكمل بنفسه عملية تنظيف المساحات الباقية. وهذا العام، لم يطلب الجيش رسمياً من الأمم المتحدة تمديد عملها في هذا المجال في الجنوب حتى نهاية عام 2008، كما سبق وفعل العام الماضي، ما مدّ في عمر المكتب عاماً إضافياً. وبحسب الناطقة الإعلامية باسم المكتب، داليا فران، فإن العاملين ضمن المكتب «سيستأنفون نشاطهم بعد إغلاقه بأسلوب جديد وبمهمات جديدة مع بداية العام المقبل، حيث سيكون هناك مكتب داعم للجيش اللبناني في النبطية، وآخر في صور يشرف على الفرق الخاصة بنزع الألغام والقنابل العنقودية القائمة ضمن وحدات اليونيفيل العاملة في الجنوب».
وفيما ينهي ألف عنصر، بينهم 450 لبنانياً، مهماتهم المختلفة الإدارية والميدانية واللوجستية في عملية تنظيف الأراضي الملوثة، تنتظر البلدية استعادة المكان لتوسيع مدخل المدينة وتحسينه بعدما شغلته الأمم المتحدة منذ عام 1978 حين كان مقراً لقيادة قوات الطوارئ ثم مكتباً إعلامياً لها، قبل أن يتحول بعد التحرير إلى مقر لمكتب التنسيق.