أمل عبد اللهأعلن أطباء وباحثون من جامعة كاليفورنيا أنهم تمكنوا من تطوير فهمهم للتفاعلات الكيميائية المصاحبة للمسار البيولوجي لمرض «سكليرودرما»، ما يفتح الباب أمام إيجاد تفاعلات مضادة تحول دون نشوء المرض. «سكليرودرما» أو تيبّس الجلد يصيب النساء أكثر من الرجال، ويستهدف الفئة العمرية بين 30 و50 عاماً. آثار المرض المعروف بمرض «تصلب الأوعية» لا تقتصر على التيبس والتقرحات الجلدية، بل قد تشمل أيضاً أعضاء الجسم الرئيسة كالقلب والرئة والكلية. وهو يصنّف في خانة أمراض المناعة الذاتية، حيث يستهدف جهاز المناعة، لسبب مجهول، أعضاء الجسد ويهاجمها على أنها أجسام غريبة، ما يتسبب في الإخلال بوظائفها. وفي حالة السكليرودرما يتسبب هذا الهجوم بإفراز كميات كبيرة من مادة الكولاجين، فتظهر العوارض التي تراوح بين الشعور بالتعب وفقدان الشهية والوزن وانتفاخ المفاصل وتورّمها، وما يصاحب ذلك من آلام قد تعيق كلياً القدرة على الحركة. إن ظهور البقع والتقرحات الجلدية هو من العوارض الأولية للمرض.
التطور الجديد على صعيد العلاج المستخدم ساهم أيضاً بخفض، إلى حد كبير، نسبة الوفيات بين مرضى السكليرودرما. إذ تبين أن العلاج المستخدم عادة في معالجة أمراض المناعة الذاتية، أي السترويدات، يتسبب بأضرار مميتة للكلى. وقد أدى هذا الاكتشاف، متصاحباً مع استخدام دواء لعلاج الضغط يدعى «ا س إ»، إلى خفض نسب الوفاة من 90% إلى 14% بين المرضى الذين يعانون مشاكل في الكلى نتيجة المرض.
يظهر حالياً توجه كبير نحو استخدام الخلايا الجذعية للمريض لمعالجة «سكليرودرما». يقوم العلاج على اعتبار المرض غير ناشئ عن خلل وراثي، بل عن عطل طرأ على خلايا المناعة بعدما اكتمل نموّها، وبالتالي يصبح المطلوب القضاء على هذه الخلايا المريضة واستبدالها بخلايا الدم الجذعية، التي يتكوّن منها جهاز المناعة.