توزّع «منظمة صبرا وشاتيلا»، اليوم، 600 كمبيوتر على تلامذة مخيّمي صبرا وشاتيلا. ويأتي المشروع ضمن برنامج أُعدّ خصيصاً لذكرى المجزرة
ديما شريف
تدخل السياسة في كل شيء في العالم، في تفاصيل الحياة اليومية ومنطق المساعدة والإغاثة. وعندما تغضب الولايات المتحدة الأميركية من أحد يصبح من الصعب مساعدته. ولتعرفوا أكثر عن الموضوع اسألوا مدير «منظمة صبرا وشاتيلا»، الأميركي فرانكلين لامب. فسيخبركم لامب كيف أنّه يحاول منذ فترة جلب مشروع «One Laptop Per Child» (حاسوب محمول لكل طفل) إلى لبنان، وتحديداً إلى أطفال المخيمات الفلسطينية، وما يواجهه من عقبات في التنفيذ وخصوصاً من الإدارة الأميركية. وتعود فكرة المشروع إلى رئيس مجلس إدارة مختبر الإعلام الخاص بجامعة ماساشوستس للتكنولوجيا نيكولاس نيغروبونتي، ويهدف إلى تأمين جهاز كمبيوتر إلى كل طفل في الدول النامية لمساعدته على التعلّم. لكن البرنامج يحتاج إلى الدعم المادي كي يستطيع الاستمرار ويجب تأمين الموارد المالية لشراء الحواسيب المحمولة التي تباع بمئة دولار كمبلغ تشجيعي.
ولم يجد لامب آذاناً صاغية من الحكومة الأميركية التي يستهدفها في مشروعه. فهو يرى أنّ على الإدارة الأميركية التبرع بثمن جهاز كمبيوتر عن كل قنبلة عنقودية أرسلتها إلى إسرائيل في حرب تموز للتكفير عن ذنبها في قتل الأبرياء. ولم تنفع كل الجهود التي بذلها، فتوجّه إلى التبرعات الخاصة. وحاول لامب التأثير على السفارة الأميركية في بيروت لدفعها إلى تبنّي المشروع، ولكن الرفض جاء بحجة عدم وجود ميزانية كافية للمساهمة.
وبعد العمل الدؤوب لما يقارب السنة والنصف، خرجت بعد ظهر الأحد الدفعة الأولى من الأجهزة من مطار بيروت. وكانت الحواسيب قد وصلت إلى لبنان منذ ما يقارب الأسبوع، إلا أن عملية إخراجها تعرقلت من المطار بسبب الإجراءات الإدارية والجمركية. وأمضى لامب الأسبوع الماضي بأسره يتنقّل بين المسؤولين المعنيين في المطار ليحصل على التواقيع اللازمة كي يتمّ الإفراج عن الحواسيب. وكان لامب، يتخوّف من عدم تمكنه من إخراج الحواسيب قبل الذكرى السنوية لمجزرة صبرا وشاتيلا. فقد قررت المنظمة توزيع الحواسيب على الأطفال في يوم الذكرى بعد احتفال رمزي، إذ ستنظّم مسيرة من مستديرة السفارة الكويتية إلى شارع صبرا العاشرة والنصف من صباح اليوم. وبعد ذلك سيتم إطلاق ألف بالون لتكريم ضحايا المجزرة. وفي ختام الاحتفال ستوزع الحواسيب على تلاميذ مدرسة حيفا في المخيم. كما سيطلب من المشاركين في الاحتفال التبرّع للمشروع.
وجرى اختيار مدرسة حيفا، على أن تتبعها المدارس الأخرى لاحقاً في تشرين الثاني المقبل عند استكمال الجزء الثاني من المشروع. وسيحصل الصف بكامله، تلامذة ومعلمين، كل على حاسوبه الخاص كي يستطيع الجميع المشاركة في مراحل التعليم كلها. وسيكون الحاسوب ملكاً للتلميذ ويستطيع أخذه معه إلى منزله. ويؤكد العضو في المنظمة قاسم عينا أن الهدف من وراء المشروع تربوي بحت كي يتمكّن الأطفال من التعامل مع التكنولوجيا بطريقة عصرية والتماشي مع كل متطلبات العصر ودمجهم في التعليم. وسيجري تدريب الأساتذة على استعمال الأجهزة. ولا يعرف الأطفال أنّهم سيتسلّمون الأجهزة وهذا سيكون مفاجأة لهم. والشريحة المستهدفة هي التلامذة الذين تتراوح بين 8 و12 عاماً.
ويطمح أصحاب المشروع إلى أن يستطيعوا بعد فترة توزيع ما يقارب خمسين ألفاً من الحواسيب على كل أطفال المخيمات في لبنان. لكن لا ينفي لامب أنه يرغب بشمول أطفال الشمال في المشروع لأن الحرمان يطالهم أيضاً. وقابل مسؤولو الجمعية وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري على أمل الحصول على دعمها للمشروع. وبالفعل أعلنت الحريري اهتمامها بالمبادرة، لكنها حتى الآن لم تلتزم بها، كما يقول لامب.