نيفين حمادةمن منا لم يتعرض يوماً لنزيف من أنفه؟ وعلى رغم أن رؤية الدم وهو يسيل من الأنف منظر مزعج ومرعب بالنسبة إلى الكثيرين، إلاّ أننا لا ندرك كيف نتعامل مع هذا النزيف. من التصرفات الرائجة مسارعة أحد المحيطين بمن ينزف إلى محاولة معالجة الأمر، فيعمد، بطيب نية، إلى إمالة رأس المريض إلى الوراء في تصرف شائع جداً، وهو بذلك لا يعي أضرار هذا التصرف، كثيرون على أي حال لم يطرحوا السؤال عن صوابية التصرف، معتقدين أنهم يحولون دون تدفق الدم إلى الخارج، ما يساعد برأيهم على وقف النزيف.
هذا التصرف ممكن أن يكون قد نشأ عن تفكير انفعالي، ويقول الدكتور حسين المقهور، الاختصاصي في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، إن هذه الطريقة الشائعة لمعالجة الرعاف (المصطلح العلمي لنزيف الأنف) طريقة خاطئة جداً، لأنها تجعل بذلك الدم يتدفق إلى الخلف وينزل إلى الحلق ويُبتلع لا إرادياً، وقد يسبب ذلك الغثيان والتقيؤ. وينبه المقهور إلى أن الرعاف يختلف بين الصغار والكبار، فعند الصغار يحصل النزيف من مقدمة الأنف، أما عند الكبار فيحصل من المنطقة الخلفية منه، والطريقة الأنسب للتعامل مع الرعاف هي إمالة الرأس إلى الأسفل والضغط على مقدمة الأنف بالإبهام والسبابة معاًً لمدة خمس دقائق، مع بقاء الفم مفتوحاً، وإذا لم يتوقف النزيف فذلك يستدعي نقل المريض إلى المستشفى، حيث يعالج الطبيب الأنف لمدة 48 ساعة، وذلك بوضع قطعة من الشاش داخل فتحة الأنف للضغط المباشر على الأوعية الدموية النازفة، ولدى الكبار إذا استمر الرعاف مدة طويلة وفقدت كمية كبيرة من الدماء، فإن ذلك يستدعي علاجاً فورياً أو عملية جراحية.
وينصح المقهور بوضع قطعة من الثلج أو كمادة باردة على أعلى الأنف لتضييق الأوعية الدموية المؤدية لبطانة الأنف، والمساعدة على توقف نزيف الأنف، وتجنب وضع الإصبع داخل الأنف، لأن ذلك يؤذي النسيج المخاطي الرقيق المبطن للأنف. ودعا المقهور الذين يعانون الرعاف المستمر إلى إجراء فحوصات تخثّر الدم أو السيلان.