جيزيل خلف«تمارا مع بابا في السوق» و «كريم مع ماما في المطبخ»، هما عنوانان اختارتهما الكاتبة هدى الناشف لقصتين قصيرتين تتوجّه بهما إلى الأطفال في سن الرابعة أو الخامسة. روت الناشف الأحداث البسيطة للقصتين بأسلوب سهل، مستخدمة مصطلحات متداولة بالنسبة إلى الأطفال وغالباً ما يستخدمونها في حياتهم اليومية، الكلمات مطبوعة بالحجم الكبير ما يجعل القراءة أمر سهل بالنسبة إلى الصغار الذين بدأوا رحلة التعرف إلى اللغة العربية الفصحى. أمّا موضوع كل قصة، فيتمحور حول بعض ما يقوم به الأطفال: كمساعدة الأهل في الأعمال المنزلية أو في رحلات التسوّق، إضافة إلى بعض الأحداث الطريفة التي ترسم البسمة على وجه القارئ الصغير.
هذا من حيث المضمون والأسلوب المعتمد في سرد كل قصة، أما من حيث الشكل، فالصورة هي الأساس، ويمكن القول إن مايا الطويل شاركت من خلال ريشتها في كتابة كل قصة، فكانت أحرفها الخطوط والألوان، الرسوم معبّرة وتحتل الحيز الأكبر من صفحات كل قصة، وتراعي الفنانة في رسومها أدق التفاصيل، أما الألوان التي اعتمدتها، فمنسجمة بعضها مع بعض، وجذّابة، تزيد عيون الأطفال بريقاً.
في القصة الأولى «تمارا مع بابا في السوق»، يرافق القارئ الصغير تمارا وأباها إلى السوق، حيث يقومان بشراء الأغراض التي طلبتها «ماما» وإحضارها حيث جرت كتابتها على ورقة صغيرة.
خلال الرحلة تطير الورقة من نافذة السيارة، وتحضر تمارا وبابا أغراضاً مختلفة عمّا طلبته «ماما»، أي أغراضاً تتناسب مع اختيارهما.
من خلال هذه القصة يجري التركيز على مفاهيم ومبادئ وسلوكيات مهمة على الطفل أن يتعلّمها منذ سن صغيرة، إذ لم ينسَ «بابا» أن يضع حزام الأمان أثناء قيادة السيارة، فيما جلست تمارا في المقعد الخلفي حفاظاً على سلامتها، ولم تنسَ هي أيضاً أن تمسك يد بابا أثناء سيرها في الشارع. هكذا إذاً تلفت الكاتبة نظر الطفل إلى أهمية هذين الأمرين، وخاصة أن الطفل قد لا يعرف أهمية حزام الأمان ما دامت قلة في لبنان تستخدمه.
القصة الثانية «كريم وماما في المطبخ» ممتعة أيضاً. فكريم دعا أصدقاءه إلى البيت وطلب من «ماما» إعداد بسكويتته المفضلة، التي تبرع بمساعدته في صنعها.
كريم غسل يديه قبل الشروع في المهمة، ولم يقترب من فرن الغاز بل ترك الأمر لماما، وعلى رغم أنه كسره البيض، ما اضطر ماما إلى تنظيف المطبخ، فإنه نجح في إعداد البسكويتة (أو قالب الحلوى) بشكل جيد. القصة تعلّم الطفل كيفية إعداد «بسكويتة كريم»، وفي سياق الأحداث تلقي الكاتبة الضوء على أهمية أن يساعد الطفل والديه، كما تلفت إلى أن بإمكانه القيام بذلك دائماً.