هدى بياسيأرضنا حقل ألغام وشعبنا قنبلة موقوتة، والدولة تشعل فتيل الثورة! فمَن سينقذنا من الانفجار؟ وصلنا إلى ذروة العقدة ولم نزل نأمل أن نرى بقعة ضوء تلوح في الأفق، لأننا تعلّمنا على مقاعد الدراسة أن الحلول دائماً تأتي بعد الأزمات. فهل ما درسناه خاطئ أم نحن نعيش دوماً واقعاً مختلفاً! إن طرق معالجتنا لمشاكلنا هي المشكلة بذاتها، ورضوخنا أمام لقمة عيش أبنائنا هي الطعم الذي يصطادوننا به. كل ما حولنا خراب! طرقنا مهترئة، الكهرباء على أبواب الاحتضار، النفط سريع الاشتعال أمام الغلاء. أما مائدتنا فالحمد للرؤساء أصبحت بالكاد تعرف نوعاً واحداً من الطعام! فهل نحن على أبواب مجاعة! مسكين هذا الشعب الذي لا يعرف أن سيّد القوم خادمهم، ومؤلم منظره وهو يهتف بالآلاف لذكرى رحيل رجل دون أن يستطيع لمّ شمله بكلمة واحدة موحِّدة ضد دكتاتورية الظلم والظلام. نحن بحاجة إلى توعية! بل لأول مرة نحن بحاجة إلى منهج ثورة متكامل يدرسه أبناؤنا وطلابنا كي يكبروا مرة واحدة بعيداً عن الذل.