كامل جابرمن مطار بيروت الدولي الذي وصله أمس، انتقل الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة إلى بلدة كفررمان، ليزيح الستار فيها عن نصب شهداء المقاومة الوطنية اللبنانية «جمول». وبوصوله، بدت كفررمان أمس متعالية على محاولة زعزعة لحمتها بالاعتداء على قبور المقاومين وصورهم فيها. ولأن فعل الشهداء وذكراهم «لا يدنّسهما خفافيش الليل»؛ فقد انتقل حدادة إلى البلدة المعتدى على ذاكرتها، ورعى حفل إزاحة الستار عن نصب الشهداء وسط الحي الشرقي للبلدة، وهو حي المقاومين، وليكون إلى جانب ذوي الشهداء الذي كانوا قد تألّموا أيّما ألم للاعتداء الذي طال قبور أولادهم ممن وصفوهم «بصهاينة الداخل» (انظر الأخبار أول من أمس)
وتحدث حدادة فقال «لا يضيرهم أبداً، بعض الطلاء، فذكراهم في فعل استشهادهم، وهم أكبر بكثير من فواخم الأضرحة، هم الذين قاوموا وحرروا. الرد السياسي سيكون مع الحزب في ذكرى تحرير بيروت الأحد المقبل. إنما أقول بشكل بسيط، ورداً على تخلف المتخلفين: إن الأساس هو جمول، أساس المقاومة والانتصار؛ ومهما كلفنا الأمر سنستشهد من أجل الدفاع عن تاريخ المقاومة، المقاومة الشاملة في تنوع قواها، في جغرافيتها من عكار إلى الجنوب؛ مقاومة شاملة في كل القطاعات: مقاومة الفقر والتخلف السياسي ومن أجل التغيير؛ وليطلقوا براميل الطلاء، فليتخفّ عملاء إسرائيل، ومهما تخفّوا وبأي لباس تخفّوا، هم عملاء إسرائيل، ولا يمكن أن يؤذي شهداء المقاومة إلا هؤلاء».
وأضاف «نقول وهم يتحاورون اليوم لاستيلاد كيان هش ومريض: إن الذي يبني هذا الوطن هم شهداء المقاومة الوطنية اللبنانية وشهداء حرب تموز. دماؤهم التي يجب أن تحاور، فحذارِ من الفئوية». وأسف سكرتير منظمة الحزب في كفررمان المهندس حاتم غبريس «لما يجري في بلدتنا العزيزة». وأضاف «هل يعقل أن يرضى وطنيّ أن تشوه صور الشهداء في قبورهم وأن تنتهك حرمة الأموات؛ وفي كفررمان تحديداً؟». وأضاف «في الوقت عينه جرى الاعتداء على نصب الشهداء من جانب صاحب صهريج للمحروقات وبمواكبة أمنية؛ لكن إصرار رفاقنا على إعادته أفضل مما كان عليه كهدية لأهالي الشهداء في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة، كان أقوى».