ديما شريفوكغيري من المواطنين فتحت أنا أيضاً عدداً كبيراً من هذه النوافذ المصغّرة أمّنت لي عالماً موازياً لذلك الذي أعيش فيه. وساعدتني هذه المنافذ على أن أضع خطة هروب ماكنة في حال تطلّب الأمر جلاءً عاجلاً عن الواقع.
ولكنني على ما يبدو أثناء فتحي هذه المنافذ، نسيت فتح واحدة أو اثنتين على دولة من الدول الشقيقة والصديقة. وأرجع سبب ذلك إلى قصور في النظر أعاني منه منذ فترة المراهقة. ونتيجة ذلك، بدأت أفقد كل نوافذي منذ ما يقارب الأربع سنوات دون أن أستطيع استبدالها بما يمكن أن يحلّ مكانها ويقوم بعملها. ففقدت أكثر من عشر نوافذ بسبب السياسة، اثنتين بسبب الحب، وثلاثاً من أجل الصداقة. كذلك فقدت عدة نوافذ بسبب عملي. ومنذ عدة أسابيع فقدت آخر نافذة لي. إذ أتى من يغلقها من الخارج ويسدّ علي أي مخرج محتمل بحجة أنني لا أتّبع القوانين. والنتيجة أنني الآن أموت اختناقاً بوتيرة بطيئة تبعث على الضجر.
أريد نافذة... فحتى الزنازين لديها نوافذها!