ديما شريف«أعلنت الولايات المتحدة الأميركية الحرب على الإسلام! اتخِذ دور البطل الأميركي وأبِد العرق الإسلامي بواسطة ترسانة من أكثر الأسلحة تدميراً في العالم!». بهذه العبارة يستقبلك موقع لعبة «مجزرة الإسلام» (Islam Massacre)، وهو موقع مخصص للعبة إلكترونية جديدة يمكن تحميلها مجاناً عن شبكة الإنترنت. وهي كما يؤكد الموقع «لعبة الإبادة الدينية الحديثة». وتطالع متصفح الموقع عبارة أخرى تدعوه إلى تنزيل اللعبة بأسرع وقت ممكن «لا تكن جباناً ليبرالياً، أنزل هذه اللعبة الآن». وتذكّرنا صورة البطل المغوار برامبو الذي أدى دوره سيلفستر ستالون. فهو يلبس سترة بلا أكمام لتظهر عضلاته الكبيرة، وفي فمه سيجارة وعلى وجهه ملامح الغضب. كما يلفّ رأسه بأسلوب رامبو المميز، ويرفع إحدى يديه مهدداً.
وابتكرت اللعبة في كانون الثاني الماضي، ولكنها لم تعرف الانتشار الكبير إلا أخيراً، بعدما وضع مدوّنون وأصحاب مواقع إلكترونية رابطاً لموقع اللعبة على مواقعهم الخاصة، فساهموا في دعاية كبيرة لها.
تفتتح اللعبة بمشهد للبطل الأميركي، وهو يهبط بالمظلة على البلاد الإسلامية في الشرق الأوسط، وهو مسلح برشاش أوتوماتيكي وقاذفة صواريخ ليحقق هدفه الرامي إلى قتل أكبر عدد ممكن من العرب. ويتنقل اللاعب عبر مراحل عدة يلتقي فيها العرب الذين يلبس بعضهم «زياً إرهابياً» أي الزي الإسلامي التقليدي، فيما آخرون يلبسون ثياباً مدنية عادية. أثناء بحث اللاعب عن أسامة بن لادن ليقتله، يرتكب مجازر متنقلة بحق كل المسلمين الذين يلتقيهم من رجال ونساء وأطفال. يصل إلى ابن لادن في إحدى المراحل فيقتله قبل أن يقتل النبي محمد وفي النهاية الله وكأنّه إله المسلمين وحدهم.
وفي تعليمات اللعبة يُطلب من اللاعبين أن لا يتركوا أي مسلم على قيد الحياة، وأن لا يكترثوا لمقدار الإهانة في اللعبة.
أثارت اللعبة منذ انطلاقها ردود فعل كبيرة من المنظمات الإسلامية، وخصوصاً في بريطانيا التي عدّتها مهينة بحق الإسلام والمسلمين وتدعو إلى العنف تجاههم.
وقد أعلنت «منظمة رمضان» البريطانية التي تُعنى بالشؤون الشبابية الخاصة بالمسلمين عن إدانتها الكبيرة وغضبها من اللعبة. ورأت المنظمة أن اللعبة تشجّع على قتل المسلمين وتعظّم أفعال العنف بحقهم، وطلبت من المسؤولين عن الخادم (server) الذي يستضيف موقع اللعبة اتخاذ الإجراءات الكاملة لحجبه، لأنه يحرّض على العنف، ويبرر اضطهاد المسلمين.
ورأى المسؤول التنفيذي في المنظمة أن تشجيع الأطفال والشبّان بواسطة هذه اللعبة على قتل المسلمين غير مقبول وينّم عن قلة ذوق كبيرة، وهو مهين جداً بحق كل المسلمين في العالم.
وأكد المتحدث باسم المنظمة أن المسؤولين عنها أرسلوا كتاباً بشأن اللعبة إلى الحكومة البريطانية كي تحقق فيها، وتأخذ الإجراءات اللازمة لمنعها وحجب الموقع، لأنها تشوّه سمعة المسلمين في العالم. في المقابل، رأى مبتكر اللعبة، وهو اختصاصي في البرمجة اسمه أيريك فون ويعّرف عن نفسه دائماً بلقب sigvatr، أنّها «لعبة مسلية ومضحكة». وأكد فون في محادثة عبر موقع إلكتروني أنّ لعبته تلاقي تأييداً من عدد كبير من الناس الذين يرونها تبحث في مسألة شرعية. وأضاف أنه لأي إنسان الحق في تبني أي اعتقاد. وأكدّ أنّه استمتع أثناء ابتكار اللعبة وهي مسلية جداً لمن يريد تجربتها.
وبعد الاعتراضات الكبيرة التي برزت ضد اللعبة، عاد فون وأكدّ أنه لم يبتكر شخصيات المسلمين في اللعبة اعتماداً على المسلمين في الحقيقة. وشدّد على أنّ اللعبة هدفها «تدمير كل الآراء المسبقة، مجازياً، المنتشرة عن الإسلام والمسلمين».
وكان بعض المختصين في الألعاب الإلكترونية قد رأوا أنّ اللعبة قد تكون موجّهة للسخرية من السياسة الخارجية الأميركية.