زينة حمويقبل أن تطالب المعارضات السلمية في الدول العربية بالحوار مع حكوماتها، وقبل أن تقرر المعارضات الانقلابية أنه لا مجال بعد للحوار ولا بد من حراك مسلّح... وقبل أن تستقر الأطراف اللبنانية، أخيراً، على طاولة حوار وطنية... وقبل أن ننشئ ونرتاد مواقع إلكترونية عن الحوار أطلقنا عليها صفات المتمدن إلى الحر، إلى الإسلامي أو الإسلامي ـــ المسيحي... هلاّ تساءلنا عن معنى الحوار؟
الحوار هو أن نصغي لا أن نتكلم. الحوار ليس خططاً ومناورات، فلا نذهب للحوار مدججين باتهامات نهاجم بها محاورينا، ولا متأبطين حججاً وردوداً ندافع بها عن مواقفنا. الحوار ليس لعبة تنتهي بفائز وخاسرين... الحوار هو إلغاء لكل المواقف المسبقة والانتقادات الجاهزة... الحوار ليس جرأة المجاهرة بالمنجزات والأخلاق، بل جرأة الاعتراف والتراجع عن الأخطاء. الحوار ليس فرصة لمحاسبة الآخرين ومحاكمتهم، بل فرصة لمراجعة الذات وتقييمها أمام الآخرين.
الحوار هو حصص متساوية من حيث المساحة والاهتمام لكل طرف ولكل فكرة.
الحوار هو انفتاح وتفهم، وأن ندرك ونعترف بأننا وأفكارنا ومواقفنا، كما أفكار الآخرين ومواقفهم، تحتمل الخطأ وتحتمل الصواب.