خزامى كنفانيقد يكون أحدكم يعرف ذلك الشرطي الذي هدّدها مرّة بالسجن أو الرضوخ لرغباته الجنسيّة، فرضخت، وأصبح لديها رهاب البِذلة المرقطة.
وقد تكون نظّفت منزل أحدكم عندما استقلّت بعملها بعد فرارها من منزل «السيد» الثالث. أو التقى أحدكم بزوجها الذي أخذ مبلغ 450 دولاراً وهرب به إلى سوريا، موطنه، بعدما أوهمها بحبّه.
وقد تكون أرسلت مالاً عبر مكتب أحدكم إلى أهلها في «يوتوبيا»، الكلمة التي احتجتُ إلى أكثر من أسبوع لأنتبه إلى أنها تقصد إثيوبيا.
هي تصوم في رمضان، كي لا تجرح شعور جيرانها، ولأن «الله واحد» كما تقول. تحب لبنان أكثر من بلدها الأصلي رغم يقينها أن «الحياة هنا صعبة ومستحيلة لأنكم تكرهوننا». أذكر جيداً عندما عرّفني جاد إليها في تلك الكافيتريا، تهكّم كثيراً عليها ثم قال: «بس طيبة... الله يعين اللي بيتغرّب».
منذ عشرة أيام، كنت أشرب القهوة مع أختها وزميلتها في السكن. كانتا قلقتين عليها. اتصلتا بها ثلاث مرّات وطلبتا منها العودة إلى المنزل. تركتهما قبل أن تعود. منذ أسبوع قالت لي أختها: «ريتا مات، على الموتسيكل، وهي بالبراد بالمستشفى الحكومي».