أمل ديب«حياة الجغل صعبة»، بهذه العبارة يصف سامر حياته. ترك سامر (21 عاماً) الدراسة قبل الحصول على شهادة، ليس بسبب كسله فحسب، بل لأن نظريته هي أنّ العلم لا ينفع «الجغل»، أو الشاب الوسيم. يؤمن سامر بأنّ «تلقيط الحريم» لا يستلزم شهادة ثانوية أو جامعية. التركيبة السحرية للحصول على موعد هي، حسب سامر، مثبت للشعر، قرط الأذن، سروال متدني الخصر، أحدث رنّة على الهاتف النقال.
لا ينكر سامر أن انفصال والديه كان له الأثر الأكبر في تركه الدراسة في المرحلة الثانوية، كما أنّ سكنه مع جدته في الضيعة أسهم في ضياعه وعدم تحمله المسؤولية. فالجدة التي تصرف عليه من المال الذي يرسله والده المتزوج في قطر، لا تهتم سوى بتأمين كل ما يلزم لسامر، للتعويض عن الفراغ العاطفي الذي تخال أن الشاب يعاني منه بسبب المشاكل العائلية. أما سامر فيعترف من دون خجل أنه يستفيد من كل قرش يصل إليه لتأمين مستلزمات «الجغولية». ومع أن وضع سامر الاقتصادي «على قدّ الحال»، لا يتوانى عن صرف المال لشراء أفضل نوع «جلّ» للشعر وأفضل عطر، وأجدد أكسسوارات الهواتف النقالة. أما سره فهو أنه يبحث في الأسواق عن «ماركات» الثياب والأحذية المقلّدة، أو تلك التي تباع بأسعار بخسة، كي يتباهى أمام أصدقائه بأن والده يرسلها له من قطر.
يعيش سامر في قفص الجمال، إذ أنّ مظهره الخارجي أولوية بالنسبة إليه، كما أنه يُعد جماله نعمة يجب الحفاظ عليها والافتخار بها أمام الناس. بعد نوم واسترخاء طول النهار، يجهز look سامر عند السابعة مساءً ليصير جاهزاً لـ«تلقيط البنات»، فيقصد ساحة البلدة حيث يتجمع الشبان، ويتباهى أمامهم بجماله وأناقته. ووصل به الأمر أن سأل مرة أحد الشباب إذا كان تمنى أن يكون فتاة لتتسنى له الفرصة أن يخرج معه!
حين تصل الفتيات، يستخدم سامر سحره لجذب أجملهن. وإن لم يكن «الصيد موفقاً»، يقصد مع أصدقائه المدن التي يطول فيها السهر، وحيث «الصيد أكيد موفق» في الملاهي الليلية والمطاعم. إلى جانب ذلك، يشكل «الفايسبوك» عنصراً مهماً في حياة سامر، اذ أن الصور المثيرة تجذب الفتيات وتزيد من عدد المعجبات.
من جهة ثانية، يبحث سامر عن فرصة عمل «كي يتسلّى»، الا أنه يجد صعوبة في إيجاد «ما يتناسب مع جمالي وجاذبيتي، ويتلاقى مع طموحاتي وتطلعاتي» كما يقول، بتواضع