نظّم قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني معرضاً للصور، في الذكرى السادسة والعشرين لإطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية «جمول»
ليال حداد
«هكذا الأبطال يا أمي، يردّون الحرية للمنجل والفلاح، ويردّون للعامل المطرقة والسلاح»، كتب الشهيد فرج الله فوعاني لوالدته قبل استشهاده في كفرفالوس عام 1987. حضر فوعاني أمس، إلى جانب رفاقه الشهداء في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، بصورهم ووصاياهم، في المعرض الذي نظّمه قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لإطلاق الجبهة.
على جدران القاعة، علّق «الرفاق» الصور، ومقالات مجلة «النداء» وجريدة «السفير»، ليذكّروا الجميع بأنّ الذين أطلقوا الرصاصة الأولى على الاحتلال الإسرائيلي في بيروت يستحقّون أكثر من «بويا» على أضرحتهم، وأكثر من تشويه وتمزيق لصورهم في الشوارع.
كذلك حضر ناجي العلي، برسومه عن اجتياح بيروت، والمقاومة، إلى جانب عدد من «البورتريهات» التي صوّرت وجوه الشهداء.
يعيد المعرض زائره إلى عام 1982. هنا تفاصيل عن عملية صيدلية بسترس، وعلى الحائط المقابل، لائحة بأسماء الشهداء، موضوعة في إطار زجاجي بعنوان «من أجلك يا وطني»، إضافة إلى عدد مجلة النداء الذي صدر من معتقل «أنصار». وفي المعرض أيضاً خصّص القطاع جزءاًَ لأهالي الشهداء الذين لم تعد جثامينهم في أي من التبادلات السابقة، فأم الشهيد جمال ساطي تتمنى قبراً تزور فيه ابنها، ووالد الشهيد حسام حجازي لا يزال ينتظر عودة ابنه ليدفنه على طريقته...
«هذه هدية صغيرة ومتواضعة من القطاع إلى من دحر الاحتلال عن بيروت»، تقول نضال المقداد. لم تكن نضال قد ولدت حين انطلقت الجبهة، لكنها حفظت تفاصيل كل العمليات، وأسماء الشهداء، فتتحدّث عن إنجازات الجبهة كمن عايش فترة المقاومة الوطنية، «أتمنى لو لا تزال «جمّول «مستمرة، ولكن الظروف شاءت أن تتوقّف». ولهذه الظروف تعريف واضح بالنسبة إلى المقداد، إنها التدخلات السورية، وانهيار الاتحاد السوفياتي «وأكيد نقص التمويل». لكن «جمول» لا تزال موجودة، أقله بالنسبة إلى هؤلاء الشيوعيين، «فشعارنا كان التحرير والتغيير»، يقول أيمن ضاهر، «وها نحن نعمل اليوم على التغيير بعدما شاركنا في جزء كبير من التحرير». يدرك ضاهر أنّ المعركة طويلة وصعبة في المجتمع اللبناني، وخصوصاً في ظل الطائفية المنتشرة، «وهذا أسوأ من العدوان الإسرائيلي إذ إنه يغتال المقاومة يومياً، ومعركتنا لا تزال في بدايتها». يأمل منظمو المعرض أن يزوره غير الشيوعيين، «نريد أن نعرّف الجميع إلى تاريخ الحزب، ليعرفوا أنه لا تزال في هذا البلد قوى لا طائفية، ومقاومة»، يقول حسن بظاظا. يتحدّث بظاظا (15 سنة) عن انتمائه السياسي الذي كوّنه بعيداً عن أهله ومجتمعه «جمول تعني لي كل شيء، أقله كانت مقاومة تضمّ كل اللبنانيين من مختلف الطوائف والأحزاب». يخاف بظاظا من أن يفهم كلامه على النحو الخاطئ فيعود ليوضح، «أنا طبعاً أقدّر مقاومة حزب الله وتحريرها للجنوب، ولكنّي أتحدّث فقط عن مميزات الجبهة».
أما مروة شحادة، فتشير إلى الكتب المعروضة للبيع في المعرض «بنصف سعرها كي يقبل الناس على القراءة ويتعرفوا إلى الشيوعية»، وتشرح إنجازات الجبهة «يلي عملت إشيا أكتر من ما بيتصوّروا العالم». تحزن شحادة للوضع «السيئ» المستشري في البلاد «الجميع يقول إننا على حق، ولكن لا أحد يستطيع أن يناصرنا لأسباب عدة، منها المال، والولاء للطائفة، والضغط الممارس على المواطنين من زعمائهم».
يتخلّل المعرض، الذي يستمرّ حتى مساء اليوم، توزيع «بروشور»، يعرّف الحاضرين إلى تاريخ الجبهة منذ إطلاقها في 16 أيلول 1982، مروراً بأبرز العمليات مرفقة بتقرير إحصائي عن عمل الجبهة، إضافة إلى ملصق يوضح سبب رفض الحزب الشيوعي لقانون الستين ومطالبته بقانون انتخابي على أساس النسبية.