إبراهيم الأمينلم يكن وليد جنبلاط أول المنتقدين لفريق المساعدين من حول النائب سعد الحريري. وهو ركز في ما قاله أمام الزملاء من «الأخبار» على الفريق الإعلامي، وخصوصاً أنه لم يخف عدم حماسته لقراءة «المستقبل» وأكثر من ذلك. طبعاً حصل الاحتجاج من جانب الحريري. وهو هنا انزعج من الانتقاد العلني، وتضامن مع فريق عمله لإشعار الآخرين بأن عدم سكوته عما قاله جنبلاط يعني أنه لن يقبل من أي آخر إبراز انتقاده. لكن ذلك لم يمنع الحريري الابن من القيام بشيء شبيه بما كان والده الراحل يفعله، وهو أن يسأل بعض المقربين من خارج الوجوه الشبقة للكاميرات والبيانات عن رأيه في الأداء الإعلامي لمؤسساته ولفريقه.
ربما لن يكون متوقعاً أن يبادر الحريري الى خطوات من النوع الذي يوحي بأنه أمام تغيير جدي في ماكينته عشية دخوله في حوارات ومصالحات من الحجم الثقيل. وإذا كان حزب الله أقدر على ضبط وسائله وإعلامييه وحتى سياسييه بما ينسجم وقرار التهدئة والمصالحة، حتى ولو حصل الأمر على مضض، فإن المشكلة عند فريق الحريري، تكمن في كون من هو مصدر البلاء، يعتقد أنه صاحب القدرة على إنتاج الدواء، ما يعني أنه لن يكون بمقدوره الاستدارة أو الصمت، أو حتى التلهّي بمواضيع لها علاقة بأسعار البورصة العالمية وآخر صرعات الأزياء وأخبار المطاعم التي فتحت حديثاً بعدما أقفلت أخرى.
لكن يبدو أن هناك حلاً وسطاً، وهو أن يبادر هؤلاء الى الاستمرار في منطق التحريض والتخريف والتأليف، ولكن هذه المرة، يكون اتجاه النار مصوّباً على سوريا وإيران. وساعتها يظهر أن الجانب الاقليمي من الأزمة اللبنانية لا يزال عالقاً، علماً بأن الحريري قد يكون بحاجة الى من يلفت انتباهه الى أن ما يفعله الكتبة من حوله لا تأثير له في أي مكان، وأنه كلام لا يكاد يقرأه إلا من جار عليه الزمان ودفعه الى العمل بصفة مصحّح أو مدقق... الى جانب الآخرين، مثلنا، من الذين كتب عليهم القصاص الى أن يقضي الله أمراً...