ليال حدادلا أريد أن أموت. لا في عدوان إسرائيلي، ولا في حرب أهلية، ولا في انفجار يحوّلني دون استشارتي إلى «الشهيدة البارّة فلانة». صراحةً، لا أشعر بحاجة لفداء الوطن «بالروح وبالدم». يكفيني أن أستمع إلى أغنيتين عن لبنان، وأن ألوم السياسيين على كل ما آلت إليه أحوال المواطنين، لأشعر بأنني أدّيت قسطي من الوطنية تجاه هذا البلد. وإذا لم يكن الأمر كافياً، قد أزرع أرزة في حديقة بيت الجيران، إعلاناً لانتمائي الراسخ لهذه الأرض. ببساطة، أمور كثيرة بالإمكان القيام بها، دون الحاجة إلى الموت.
لا أريد أن أموت. لا في عدوان إسرائيلي، ولا في حرب أهلية، ولا في انفجار يحوّلني دون استشارتي إلى «الشهيدة البارّة فلانة». أساساً، شكلي لا يمكن أن يوحي بأنني مشروع «شهيد». يكفي النظر إلى عينَيّ للتأكد من ذلك، فعند أكثر الأمور مأساوية في الحياة أحافظ على نوع من البهجة يصعب معها تخيّلي بتلك الصورة الغاضبة والمصمِّمة التي يتّسم بها الشهداء عادةً. ثمّ كيف يمكنني أن أكون شهيدة وأنا لا أستمع إلا إلى رواد الفن الهابط؟ الأمر مستحيل، أرأيتم؟ إنّها الحتمية التاريخية التي ترفض استشهادي.