أمل عبد اللهمرة أخرى يدق ناقوس الخطر، ويعلن باحثون عالميون أن المضادات الحيوية التي كانت تُصنف السلاح الأمضى في مواجهة الأمراض الجرثومية، باتت مهدّدة بفقدان فعّاليّتها. هذا ما أشارت إليه دراسة نُشرت أخيراً في مجلة «Science Daily». أما السبب، فيعود إلى تعاظم قدرة الجراثيم على مقاومة أثر هذه العقاقير وتفوّق وتيرة هذه المقاومة على وتيرة إنتاج أنواع جديدة من المضادات. إن أثر هذا الخطر يتّسع ليشمل الممارسات الطبية المختلفة كالعمليات الجراحية وزراعة الأعضاء والعلاج الكيميائي للسرطان، التي تحتاج جميعها إلى وجود نظام دفاعي فعّال في مواجهة الجراثيم. وبحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض فإن أخطر الأوبئة التي تهدد أوروبا ناجمة عن جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أطلقت منذ عام 2000 دعوة إلى ضرورة التحرك الفعّال في مواجهة ما سمّته «الكارثة الصحية المستقبلية».
السبب الذي أدى إلى هذه المشكلة هو تعاطي تلك العقاقير من دون مسؤوليّة. إذ توصف أحيانا كثيرة خلافاً لما يحتاج إليه المريض، كما أنها ما زالت تباع من دون وصفة طبية، هذا إضافةً إلى تناولها عند الشعور بتوعّك فقط لأنها متوافرة في المنزل!.
كثرة التقارير المنذرة بالأخطار الناجمة عن ازدياد مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية لم تّؤد إلى تحريك عجلة البحث عن حل لهذه المشكلة، حيث إنّ ندرة المعلومات الدقيقة عن مدى قوة هذه المقاومة والتداعيات السلبية الصحية والاقتصادية لها أدّتا إلى غياب التجاوب المطلوب من جانب المهتمين بالشأن الصحي. التحديات العلمية التي تواجه إنتاج أنواع جديدة من المضادات لتجاوز هذه المشكلة تفوق الدوافع لإنتاجها.
ويدعو العلماء المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية، وسواها من المنظمات التي تتصدّى للشأن الصحي إلى المشاركة في البحث عن حل لهذه المشكلة المتفاقمة.