ليال حدادلا يزال معظم الأهل يجهلون حتى اليوم الطريقة المثلى لاختيار حضانة أولادهم، فهم يسجّلون أطفالهم في حضانات قريبة من المنزل أو من مكان عملهم. إلّا أن ما لا يعرفه هؤلاء هو أنّ في لبنان ما يزيد على مئتي حضانة غير مرخّصة، إضافة إلى أن الحضانات المرخّصة قد لا تتمتّع بالمواصفات التي نصّ عليها المرسوم رقم 12286 الصادر بتاريخ 15/4/2004.
وكان هذا المرسوم قد فرض على كل حضانة وجود غرفة إدارة واستقبال، غرفة نوم للأطفال، غرف لعب، غرفة طعام، غرفة عازلة للمرضى، مطبخ، حمام، مراحيض... إضافة إلى تفاصيل أخرى عن هندسة دار الحضانة. إذ يجب أن لا يقلّ ارتفاع سقفها عن ثلاثة أمتار، وأن تفرش الأرض المبلّطة بمادة لدنة، وأن تكون التهوئة والإضاءة جيّدتين. كما يجب على الجهاز العامل في الحضانة أن يتألف من ممرضة مجازة، مساعدة ممرضة لكل عشرة أطفال لا يمشون، حاضنة ومساعدة حاضنة وخادمة لكل عشرين طفلاً يمشون، إضافة إلى طبيب مجاز.
غير أن نظرة إلى واقع الحضانات تثبت أن هذه الشروط غير متوافرة في معظمها، في ظل تقصير واضح من وزارة الصحة اللبنانية في مراقبة الحضانات والتساهل مع تلك التي لا تستوفي الشروط..
وشهد لبنان في السنوات الأخيرة أربع حالات وفاة لأطفال في حضاناتهم، في مناطق، بتغرين والنبطية والمنصورية، ليتبيّن أن هذه الحضانات لا تستوفي أياً من شروط الترخيص، أو أنها قدّمت معلومات كاذبة في ملف طلب الرخصة، كما حصل مع حضانة «عروس البحر الصغيرة» التي توفّيت فيها الطفلة بيرلا أبو عبود، إذ كانت صاحبة الحضانة قد أوردت في الملف أن الحضانة ستديرها مسؤولة حائزة إجازة في علم النفس، تنوب عنها سيدة حائزة شهادة اختصاص في التربية الحضانية، إضافةً إلى حاضنة حائزة الشهادة الأخيرة، ومساعدة لهذه الحاضنة، فضلاً عن ممرضة مجازة بدوام كامل. كما ذكرت أنها تعاقدت مع طبيبة أطفال لمعاينة أطفال الدار دورياً وعند الاقتضاء. وهو ما يفرضة المرسوم. إلا أن الواقع كان مخالفاً، إذ تبيّن في التحقيق أن الموظفين في الحضانة لا يستوفون الشروط العلمية والمهنية التي تخوّلهم العمل.
ولكن ما هي الطريقة المثلى لاختيار الحضانة؟ سؤال أجاب عنه نقيب أصحاب الحضانات المختصة، شربل أبي نادر، أكثر من مرة، إذ طلب من الأهل أن يزوروا أكثر من حضانة، وأن يطلبوا رؤية الترخيص، والسؤال عن برنامج الحضانة والتدابير المتخذة لحماية الأطفال. كذلك يفترض بالأهل أن يعرفوا الأشخاص العاملين في الحضانة ويتأكدوا من كفاءتهم ومؤهّلاتهم وخبرتهم في هذا المجال.