بسام القنطارنجحت الكراسي المتحركة التي شقت طريقها أمس إلى دار نقابة الصحافة في الوصول إلى قاعة المؤتمرات، بعدما تخطت «قطوع» الدخول إلى مصعد النقابة الضيق الذي لا يتمتع بمواصفات هندسية تسمح لذوي الاحتياجات الخاصة بالوصول الآمن وبدون مساعدة إلى الأماكن التي يقصدونها. حال نقابة الصحافة أفضل بقليل من حال 70 مركز اقتراع، أجرت حملة «حقي» مسحاً ميدانياً عليها، ليتبين أن اثنين منها يتمتعان بالمعايير الهندسية الدنيا لاقتراع سليم ومستقل للأشخاص المعوقين.
تنبثق حملة «حقي» من «تحالف اتحاد المقعدين اللبنانيين» و«جمعية الشبيبة للمكفوفين». ولقد أنجزت هذا المسح الذي شمل مراكز الاقتراع في بيروت الإدارية بالتعاون مع جمعيتي «او.تي.آي» و«آيفن» ولتأكيد ضرورة تضمين قانون الانتخاب حقوق الأشخاص المعوقين في تسهيل عملية اقتراعهم واستقلالهم».
بعد ترحيب من مستشار نقابة الصحافة فؤاد الحركة، عرضت رئيسة اتحاد المقعدين اللبنانيين سيلفانا اللقيس لنشاط حملة «حقي» منذ انطلاقتها في عام 2005. وأكدت «أن الحملة ستعاود فتح ملف الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين في لبنان، تحضيراً للانتخابات النيابية والبلدية المقبلة». وأخذت على الجهات المعنية «عدم تطبيقها للقانون»، وأشارت إلى أنه «جرى تحضير كل الملفات اللازمة لتطبيقه في ميادين مختلفة كالعمل والتربية». وأوضحت «أن مشروع الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب برئاسة الوزير فؤاد بطرس، تضمن مواد قانونية لامست مطالب المعوقين وتسهيل عملية انتخابهم»، مطالبة بـ«إقرارها».
وفي حديث خاص بـ«الأخبار» أكدت اللقيس أن حملة «حقي» لا تتوقع أن تقوم السلطات في الفترة الباقية لإجراء الانتخابات بعملية تأهيل لمختلف مراكز الاقتراع في المناطق اللبنانية. وأشارت إلى أن الحملة تطمح من خلال هذا المسح الميداني الذي أجرته إلى أن تتخلى وزارة الداخلية عن مراكز الاقتراع التي لا تتضمن أي مواصفة من المواصفات الست التي تعدّ الحد الأدنى المقبول المفترض توافره في المركز الانتخابي (الموقف، المدخل والممرات، المنحدرات، المصعد، المرافق الصحية، وقلم الاقتراع).
تجدر الإشارة إلى أن الحملة أجرت دراسة بشأن كلفة تأهيل مراكز الاقتراع. وتبين هذه الدراسة التي أعدها الدكتور كمال حمدان أن الكلفة الإجمالية تصل إلى حدود 75 مليون دولار أميركي. ولقد أعدت خطة تمتد 6 سنوات لإجراء عملية التأهيل، بحيث لا تتجاوز الكلفة الإجمالية سنوياً 0.8% من إجمالي النفقات السنوية لوزارة التربية والتعليم والعالي. ومن البدائل التي تقدمها حملة «حقي» لانتخابات عام 2009 التفكير بإجراء انتخابات في الفسحات العامة بدل أن تكون في طوابق علوية يصعب الوصول إليها.
ربيع الشاعر، مستشار وزير الداخلية زياد بارود أكد لـ«الأخبار» أن الوزارة تولي اهتماماً استثنائياً لهذا الموضوع، وسوف تستفيد من هذه الدراسة الميدانية لتفادي ثغر كثيرة تتعلق باختيار مراكز الاقتراع في انتخابات عام 2009.