محمد طولمبهجيكعادة معظم الشعب اللبناني، جلست العائلة أمام شاشة التلفاز لتتابع نشرة الأخبار. لم أهتمّ بالموضوع، فأنا عادةً لا أتابع هذه السخافات. لكن ما حدث اليوم لفت نظري وأثار فضولي لأتابع النشرة. فقد رأيت مشهداً عاطفياً للغاية تبادل فيه أطرافه الابتسامات والنظرات.
سألت أبي بدهشة من هما هذان العاشقان؟ قيس وليلى؟ أجابني ساخراً هؤلاء أعضاء في البرلمان اللبناني يتصافحون بعدما أخذ الخصام منهم مأخذاً.
تذكرت. هذا الملقب «العميل الإسرائيلي» يصافح من كان عدوه اللدود صاحب لقب «التابع السوري» ويخرجان بتصريح يدعو إلى المسامحة ونبذ الحقد والعنف ونسيان الخلافات...
هل يظنّون أن أم سامر يمكن أن تنسى ابنها الذي سقط صريعاً بسبب رصاصة قناص؟ أبهذه السهولة يستطيع الشعب أن يسامح القتلة والمجرمين؟ لا أعتقد هذا. فالسبب الوحيد لهذه المصالحة هو ضمان مقعد نيابي في البرلمان. نعم هذا هو تأثير الانتخابات على عقول السياسيين. لمسة سحرية يمكن أن تبدّل التوجّهات وتغيّر المبادئ وتؤسس التحالفات. وللتأكيد على هذا، ها نحن اليوم نرى من عارض النظام السوري يحفر بيديه طريقه الدولي إلى دمشق بحثاً عن أصوات انتخابية.
خلاف فمصالحة ثم انتخابات وعودة إلى الخلاف.