ديما شريفوعندما عصفت الأزمات المتكررة مجدداً في الأسابيع الماضية، بدأنا نسمع تعابير مثل «إفلاس» و«تعويم»، وخصوصاً كلمة «تأميم» التي لم نسمعها منذ وقت طويل، وتحديداً منذ زمن الرئيس المصري جمال عبد الناصر والرفاق «ماو تسي تونغ» و«هو شي منه».
وعادت الطروحات الماركسية إلى الواجهة مع من اقتنع بأنّ أفول «الرأسمالية النتنة» أصبح وراء الباب. ووجدناها في تحليلات منطقية لأزمات الأسواق المعولمة المتكررة.
وكم كانت مفاجأتي كبيرة عندما عثرت بالصدفة على مقالة اقتبست ما اقتبسته من أشهر ما قاله وروّج له ماركس في حياته. فأثناء تناولي جرعتي اليومية من التنوير اليميني الأميركي كي يرشدني إلى الصراط المستقيم، قرأت مديح المحلل في مجلة «ويكلي ستاندارد» في المرشحة لمنصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة الأميركية سارة بايلين.
وأنا أجزم بأنّ وليام كريستول، كاتب المقال، لم يفكر كثيراً حين بدأ مقالته كما يأتي: «هناك شبح يجول في نيويورك وواشنطن فوق رؤوس الليبراليين النخبويين ـــــ هو شبح سارة بايلين». ليعود في مكان آخر ويقول: «وقد اتحدت كل قوى الليبرالية العجوز لملاحقتها والتضييق عليها».
ما وجده كريستول مديحاً لسارة، وجدته «مرثية» غير سارّة أبداً.