النائب السابق حسين يتيمفي بدايات الأزمة اللبنانية، كانت الفتنة فلسطينية لبنانية، ثم سورية لبنانية. واختلطت الأسباب فأصبحت لبنانية لبنانية، بين مسلم ومسيحي. وأمعن النافخون في نار الفتنة فصارت بين مسيحي ومسيحي في حربي التحرير والإلغاء، ثم بين مسلم ومسلم، هي حرب الحركة الوطنية وحركة أمل، واستطالت فأصبحت بين أمل وحزب الله ثم بين مجموعات اختلطت فيها عادات العشائر مع عقائد الأحزاب، وامتزجت فيها المصالح العليا مع المصالح الدنيا، حتى أصبح أهل البيت الواحد متنابذين متقاتلين، فيما الوطن يتشلّع.
وبدا أن أهل الوطن رهنوا قضيته في بورصة القوى الإقليمية والدولية وكان لا بأس عندهم إذا كانت البورصة إسرائيلية أو أميركية.
وبعد الحرب الإسرائيلية لإلغاء المقاومة في تموز 2006، والحرب الصغرى في جامعة بيروت العربية، ونهر البارد وطرابلس والبقاع وحرب أيار البيروتية يعيد التاريخ نفسه وتوقد نار الفتنة من جديد في العاصمة وعلى كل التراب اللبناني.
نتساءل اليوم لماذا الفقاقيع الليلية المستمرة على ضفتي كورنيش المزرعة؟ ولماذا مشكلة بصرما بين المردة والقوات؟ هل هي حروب المسيحيين في ما بينهم والمسلمين في ما بينهم من جديد؟
ثم الآن نتطلع إلى دور الكنيسة المارونية في المصالحات المسيحية، من بكركي إلى الفاتيكان، لأن الكنيسة المارونية هي مرآة الكنيسة المشرقية، التي يجب أن تبقى أجراسها تدقّ في هذا المشرق.
ونتطلع إلى دور المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مذ كتب الإمام الصدر في الحجر الأساس عبارته: «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه» ونتطلع إلى دور دار الفتوى، مذ أعطي مجد اللقب: مفتي الجمهورية اللبنانية، يريد الشعب المقهور أن يفهم لماذا لا يتفاهم المسؤولون ولماذا لا يفهمون أن نزع الصور واليافطات وتهدئة الإعلام وتبريد الخطابات السياسية هو بداية بسيطة وممكنة للمصالحات ونزع الأحقاد ووقف التدخلات الخارجية.
وهنا نفتقد الشهيد رفيق الحريري عرّاب سلام الطائف وباني بيروت ولبنان. ونفتقد كمال جنبلاط وإن كان وليده اليوم قد أمسك وحش الفتنة الدرزية الدرزية من قرنيه، داعياً إلى إمساك كل الوحوش بكل قرونها القاتلة. ونفتقد المغفور له صائب سلام بقوله: «لبنان واحد لا لبنانان» في أعقاب أحداث 1958.
فإلى كل من ذكرنا ولا سيما قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، وإلى كل من لم نذكر، نتوجه بالطلب لإزالة الصور واللافتات والشعارات، إثباتاً لحسن النية وحرصاً على هذا الوطن المهدد وعلى شعبه المقهور.