زحلة ــــ نقولا أبو رجيليبما أن مشكلة سكان حي السيدة في مدينة زحلة تتلخص بجملة مختصرة هي «قساطل مهترئة ومياه بالقطارة»، فقد هدد الأهالي بالتظاهر وقطع الطرقات ما لم يسارع المعنيون لمعالجة الأزمة جذرياً.
«التظاهر وقطع الطرقات هو آخر الدواء». هذا ما قاله لـ«الأخبار» جورج حمزو مختار «حي السيدة» في زحلة، (الواقع في المنطقة الصناعية). وحذر حمزو مصلحة مياه زحلة من التمادي بتجاهل الأزمة المزمنة، كي لا يضطر الأهالي لقطع الطرقات. ويقول حمزو إنه قد ضاق الناس ذرعاً بعدم التزام المعنيين تنفيذ «وعودهم بالكشف على الشبكة القديمة والعمل على تبديل القساطل المهترئة في أكثر من موقع وتوفير المياه للمنازل بشكل منظم أسوةً بباقي أحياء المدينة». وأوضح حمزو أن تفاقم الأزمة هذا الصيف اضطره وبعض فاعليات الحي لتهدئة النفوس وتأجيل الخطوات التصعيدية التي هدد السكان القيام بها من قطع طرقات وتظاهر ورفع لافتات تطالب المسؤولين في الدولة بالتدخل لإيجاد حلول تخفف عنهم أعباءً مالية إضافية في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة. وأضاف حمزو أن الكثيرين من سكان الحي قرروا الامتناع عن دفع مستحقات المياه (17 ألف ليرة سنوياً عن كل متر مكعب)، مشيراً إلى أن نسبة الجباية في الحي تفوق الـ 90% تضاف إليها أعباء شراء المياه من أصحاب الصهاريج بمبالغ تفوق الـ150 ألف ليرة شهرياً .
وعن دور بلدية زحلة ـــــ المعلقة في متابعة هذا الشأن، قال حمزو، إن وعودها بالمساعدة لحل الأزمة ذهبت سدى، وإنه في كل مرة يأتي ردها في شأن المراجعة بأن القضية تخص مصلحة المياه وإن دورها هو تقديم المساعدة ضمن الإمكانات المتوافرة لا أكثر ولا أقل. أحد سكان الحي جوزف القبرصلي (60 عاماً متقاعد في الجيش اللبناني) أكد ما قاله المختار عن أن الأهالي سيقطعون الطريق الرئيسية في المدينة الصناعية من خلال التظاهر ورفع اللافتات للتنديد بحال الإهمال التي يعانيها سكان الحي. قبرصلي الذي تجمع حوله بعض سكان «الحي التحتاني» لفت إلى أن المياه لم تصل إلى منازلهم نهائياً منذ منتصف الصيف الحالي، ما اضطرهم طوال هذه الفترة إلى شراء مياه الصهاريج للاستعمال المنزلي، يُضاف إليها ثمن غالونات مياه الشرب التي تزيد الفاتورة بشكل غير معقول. وبعد إجراء حساب سريع لما دفعه الأهالي لقاء ذلك، تبين أن الكلفة وصلت إلى مبلغ يتراوح بين 400 و600 ألف ليرة لبنانية خلال ثلاثة أشهر. وتوجه قبرصلي بنداء إلى المعنيين قائلاً: «ما تجبرونا على قطع الطرقات والتظاهر وغيرنا مش أحسن منا».
مصدر في مصلحة مياه زحلة طلب عدم ذكر اسمه قال لـ«الأخبار» إن سبب تفاقم الأزمة هذا العام يعود إلى شح المياه عموماً وانخفاض نسبة المياه الجوفية في بعض الآبار الإرتوازية التي كانت المصلحة قد استأجرتها لتوفير المياه للمشتركين في مدينة زحلة ومنها البئر الإرتوازية التي تغذي قسماً من منازل الحي التحتاني في المدينة الصناعية.