ربى أبو عمو■ المرأة كائن خلق لأكثر من العبادة، رغم تخلّف الكلمة. هي طاهرة، عشيقة، أم، عاهرة وكل ما يخطر للبال. العبث بجسدها كالغرق في الرمال، حيث اللانهاية. هي أم لامرأة قيد الولادة. لكنها قد تتخلى عن كل ذلك إذا قررت الصيام.
■ ... شيوعي متحرر، باتت كلمات الصحف، الكتب السياسية والفلسفية، عبقريات الأدباء، تتساقط من عينيه وأذنيه وجمجمته المترهلة ثقافياً حتى يكاد يلحق بها محاولاً لملمتها. باتت السجائر تعيد صياغة نفسها داخل جسده. نظراته الثاقبة تدور في المحيط. تتطرف في تفحصها الزوايا، فتنتقّل صورة ضيقة إلى ذهنه، فتتطرّف أفكاره. إلّا أنه يبقى الشيوعي المتحرر المثقف، غير القابل للنقاش، المكفّر.
■ المحاصصة، هذه صورة النخبة والبروليتاريا. اللحم والرغيف اليابس. الرجل والمرأة في الخليج العربي. وهي الفارق بين يساري طارئ وماضيه.
■ تزين. اعتمر قبعتك الجلدية وانتعل حذاءك، وامض إلى مكان يشبهك. ألا ترى أن السماء تناديك إلى الخيار الصحيح؟ أتسمع اللحن الذي يشبه صوت الأميرات وهن يتكلّمن على إيقاع متزن؟ اركض، ارمِ الأخطاء وراءك. تقمص في ذلك «القدام، الجديد»، قبل أن ترى من جديد السماء عينها، وتسمع اللحن نفسه.
■ سمعتك تصرخ. صوتك لم يكن يشبهك. كأنه كان يعلن نهاية «الحسّ» في الوجود. هل لمستني؟ أرى يدك تقترب من وجهي. لا ملامح. كلانا لا يشعر. حاول أن تضغط على أنفي حتى يسيل الدم. لا جدوى. بتّ كحبة غبار، تروح وتجيء خلسة.
■ كان وداعنا أسرع مما توقعت. رسمت له مشهداً مختلفاً. صدقت أن الحقيقة تعاد مرات حتى نشبع منها. خدعتني مخيلتي. دقائق، ربما أقل، أمسيت بعيداً عني. اضطرابي زاد من سرعة الزمن. انقضّ عليه كأنه يحاول سحقه. غمرتني بحزن غطى على إحساس التقاء جسدينا. أنا أيضاً كنت مشغولة بحبس دموعي. خجل ما عبق في صدري. أم هي صدمة، يخيل إلينا أحياناً أنها أبسط من توقعاتنا، فيكون استعدادنا لها أشبه باللاشيء.
كلماتك ترمّم نفسها في عقلي. كأنني أسمعك للتوّ، وأبتسم كمراهقة تظن أن فكرة الحبيب كالحلم بالجنة. ها قد عدت إلى مراهقتي، بينما أنت ماضٍ في رجولتك، تسحبني بكل سنواتي، القليلة منها والناضجة.