رومل أرسلان سعيدهو من تلك النخبة بامتياز. الوطن عنده نهائي لجميع أبنائه، من دون تفرقة أو تمييز، وينتمي إلى العروبة الحضارية الإنسانية اللاطائفية، ويساهم في قضاياها بروح الأخوّة العالية. الدكتور سليم أمين نصر، عالم الاجتماع الكبير، الذي ناضل طويلاً من دون تعب أو كلل أو ملل، ليظل لبنان واحداً موحّداً، حامل رسالة التزاوج الفكري، وصاحب صيغة عيش وطني مميزة. ستبقى نموذجاً فريداً في العالم يقتدى به على الدوام. نبذ التعصّب الطائفي والمذهبي والفئوي البغيض، لأنه طريقنا الأكيد إلى التقاتل والتشتت والتشرذم والتخلف على أنواعه والأشكال.
رائده الوعي، فهو مفكر عقلاني لا يهدأ في تثقيف الناس وتوعيتهم والتنوير بروح عالية لكي نتخلص من مخلّفات الماضي ورواسبه والمعوقات، سعياً وراء النمو المستدام والتقدم من أجل بلوغ المجتمع الراقي الحر والحياة الحضارية السعيدة.
سليم أمين نصر، الفعّال الجاد الهادئ، له أفضال على كثيرين من المثقفين الذين يسيرون على خطاه في عطاءات جليلة متواصلة خدمة للوطن والعروبة وحقوق الإنسان في كل زمان ومكان.
أيّها العلّامة العظيم والمنارة التي لا تنطفئ، بكّرتَ في الرحيل تاركاً الحزن والأسى واللوعة في نفوس كل مَن عرفك وقدّر فيك صفاتك والمزايا السامية. يا صديقنا الحبيب، نم قرير العين، أمثالك خالدون، لأنهم يغيبون جسداً فقط.