وضع ناشطو «اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني» خلافاتهم وراءهم، وتابعوا مؤتمرهم السابع الذي انتهى مع انتخاب مكتب تنفيذي جديد. وأظهرت النتائج وجوهاً جديدة في قيادة المنظمة الشبابية اليسارية مع وصول عشرة أعضاء جدد إلى المكتب التنفيذي واستمرار الرئيس عماد بواب في منصبه. كذلك دخل إلى المجلس الوطني 24 عضواً جديداً من أصل 41. وبرز الوجود النسائي مع وصول أربع «رفيقات» إلى المكتب التنفيذي من دون وجود أي كوتا لذلك، إلى جانب تنوّع المناطق التي يأتي منها الأعضاء.إذا كان الخلاف في الرأي الذي وقع بين المشاركين في المؤتمر وانتهى إلى ترجيح كفة الفئة التي كان لها العدد الأكبر من المندوبين (120)، قد أظهر شيئاً، فهو أن الاتحاد من المنظمات القليلة التي تعيش تجربة فريدة تظهر فيها التوجهات المختلفة في الرأي بين الشبان، بخلاف عدد من المنظمات الشبابية الأخرى التي تأتي الانتخابات فيها معلّبة سلفاً، وحيث لا مجال كبيراً لتعدد الآراء فيها. هذا الاختلاف في الرأي يُنتج داخل المنظمة تفاعلاً وجدلاً وقدرة على التعاطي الديموقراطي، ما يؤدي إلى نقاش جدي في القضايا والمسائل المتعددة. ويمكن إحالة بعض الخلافات التي عاناها الاتحاديون إلى نقص التجربة عند بعضهم، ما يجعلهم غير جاهزين لتقبل آراء غيرهم، وخصوصاً في ما يتعلق بالناشطين القدامى. لكن هذا العائق يمكن رؤيته من الجانب الإيجابي لكونه يزيد التفاعل بين الأعضاء بعد نقاش الأفكار المختلفة في ما بينهم.
ومن مظاهر الاستمرارية في عمل الاتحاد انتقال أمينه العام عربي العنداري إلى خارج المكتب التنفيذي ليصبح رئيساً للمجلس الوطني. ويؤكد العنداري أنّه واثق من أنّ القيادة الجديدة ستنجح في عملها أكثر من استمرار القيادة القديمة لأنها تحمل أفكارها الجديدة وحماستها للعمل كما كان الوضع مع القيادة السابقة في بداية عملها. ويشدد على ضرورة إدخال نَفَس جديد مع وجوه جديدة إلى مراكز القرار لتفعيل العمل.
وكان الاتحاديون قد استكملوا مؤتمرهم في مركز الاتحاد في بيروت، بحضور كل المندوبين من كل وجهات النظر المختلفة، في الوقت الذي كان فرع بيروت يقوم بنشاط في ذكرى انطلاقة «جبهة المقاومة اللبنانية» وُزِّعَت فيه بيانات وحلوى على المواطنين في شوارع العاصمة.
(الأخبار)