هاني نعيمأخبرتنا أيضاً أنها ليست مخططة استراتيجية. «بعيش كل يوم بيومو» قالت. وبعدها دخلت في حديث طويل عن العائلة والتربية. هي أنثى غير متوقعة كلياً، إذ تبين أنّها اختصاصية في التربية أيضاً.
وأضافت: «نحن نأتي في مشوار إلى هذه الحياة». يا إلهي، إنّها حكيمة أيضاً. وتدّعي الحكمة والمعرفة «أنا أعرف ماذا أريد في حياتي. أنا مؤمنة جداً جداً. وربنا رسم لنا كل شيء. نحن دومينو نتحرك» قالت بوضوح. سألت نفسي سؤالاً مصيرياً: «من وضعني في هذه الغرفة بالذات، في هذا الوقت بالذات؟ ما هذه الصدفة؟». وهنا اقتربت جداً من الإيمان الذي طالما افتقدته. وما إن ابتدأ هذا الإيمان يتكوّن داخل الذرّات في كياني، حتى علا ناقوس الخطر كضحكتها. ومعه تطايرت الذرات وتحوّلت إلى اندثار.
لا أعرف عدد المعترضين على هذه الأحكام في هذه اللحظة؟ ومن سمح لها باعتلاء التلفاز لتطل على حميمية غرفنا؟ لن أنتظرها للتوقف عن إطلاق «النظريات» التي أقل ما يقال عنها أنها خنفوشاريّة. أخذت القرار: سأستأذن بالخروج. «لدي بعض الأعمال لأقوم بها هذه الليلة، سعيدة». وبتهذيب تعلمته منذ صغري، خرجت عائداً إلى بيتي.
كنت صائباً في قراري منذ أشهر طويلة، بعدم حيازة السلاح و«ماكينة» التلفاز في بيتي. لا أعرف إن كانت فوبيا. ولكن حتماً هي علاقة عدائيّة ـــــ وجوديّة. المسألة قد لا تتعلّق بالماكينة بحد ذاتها، بقدر ما هي متّصلة بالمضمون المعلّب الذي يخترق خصوصيتنا بوقاحة وغباء.
نداء مبحوح (لا أعرف لمن أرسله): أرجوكم، توقفوا عن تلويث الفضاء!