خضر سلامة«أن يؤدي علاجك إلى إدخالك المستشفى» ليست هذه الجملة غريبة، بل هي واقع، حيث أكدت دراسة EMIR (Effets indesirables des medicaments) – الآثار غير المرغوب بها للأدوية، أكدت أن 3.6 في المئة من المرضى المُعالجين في أوروبا خلال الأعوام العشرة الماضية، الذين أدخلوا لمدة قصيرة إلى المستشفى، أدخلوا بسبب نتائج أدوية علاجية يتعاطونها. بالنسبة إلى 70 في المئة من هذه الحالات، فإن الإصابات كانت ناتجة من مضاعفات غير محسوبة لدواء ما، أما باقي الحالات، فكانت ناجمة عن تعاطي أدوية عدة لا تمثّل مزيجاً ملائماً للصحة، وذلك دون أن يحصل المرضى على تنبيه أو توعية جيدة عن مخاطر مزج بعض الأدوية.
وفي إطار هذه الحالات تأتي تفاعلات المضادات الحيوية ومسكّنات الألم السيئة الآثار على الصحة في صدارة «الخلطات» التي سببت مضاعفات للمرضى.
وبحسب الرابطة الفرنسية لأمن المنتجات الصحية، فإن نصف المشاكل الناجمة عن الأدوية بالإمكان تفاديها، كونها ناجمة عن خطأ في التقدير من الطبيب، أو من المريض نفسه أحياناً.
وفي ما يخص حالات المضاعفات السيئة للدواء، تصدرت لائحة الاتهام مضادات التخثر، أو التجلط، الأدوية المستخدمة لمحاربة الأمراض القلبية والانسداد الشراييني، وهو علاج غالباً ما يتطلب متابعةً متخصصة ومداومة على الفحوص الطبية اللازمة.
ومنذ عام 2001، أُطلقت حملات توعية عدة لمخاطر هذه الأدوية وضرورة الحذر أثناء استعمالها، وفي عام 2004، وُضعت في فرنسا لوائح طبية لحث المواطنين على التعود على إجراء الفحوص الدموية دورياً، وللتأكد من آثار الأدوية المعنية. وبعد أربع سنوات، أصبح نصف المرضى يتابعون هذه اللوائح، ما دفع الرابطة للتخطيط لإعادة تفعيل هذا البرنامج، ليشمل أكبر عدد ممكن من متعاطي أدوية التخثر الدموي.
تقرير EMIR يؤكد أخيراً، ضرورة تشديد الرقابة على إنتاج الأدوية وتجارتها من جهة، وتشديد الحملات اللازمة لتأهيل المواطنين صحياً بالتدابير اللازمة لمراجعة خصائص الأدوية المزمع تناولها، ومقاربتها مع وضعهم الصحي... كي لا يكون بعض الدواء أحياناً... داءً.