حسن فاخوريأظنّ أنّ لي الحق في أن أدلي بدلوي كمسلم في هذه المعمعة حول رؤية الهلال في أواخر شهر رمضان المبارك والأضحى، وخاصة أنه أصبح لنا ما يقارب ألفاً وأربعمئة عام والقول يتردد تاريخياً: العيد اليوم، لا، بل العيد غداً... التمسوا الهلال، بل اتّبعوا مَن تقلّدون. فهذا معه حق، لا، ليس معه حق، بل ربما وليت ولعلّ... والسؤال المطروح وبإلحاح: هل هنالك تعارض ما بين العلم والدين؟ والجميع يجيبك لا. إذن فلماذا لا نقوم بعملية حسابية ونصل إلى غايتنا، وخاصة قول النبي: «وإن غمَّ عليكم الهلال فأتمّوا ثلاثين يوماً»، إضافة إلى أن كل إنسان يقف نهاية رمضان مقابل الأفق قائلاً: الهلال ابن يومين، فيجيبه الآخر، لا، ابن ثلاثة أيام، ويحتدم النقاش، ويكثر الشهود وكأن كل شخص هو عالم فلك.
إضافةً إلى ذلك، يحتدم النقاش حول من نقلّد، إضافةً إلى أنه حتى لو كان الإنسان مقلّداً ورأى الهلال مخالفاً للتقليد فعليه أن يتوقف عن الصيام أو يصعد إلى جبل عرفات مخالفاً فتوى التقليد، والأهم الأهم: هل دوران الفلك البيضاوي تغيّر يوماً ما؟ وباعتراف الدين والعلم أن الفلك البيضاوي للقمر لو مال عن مساره ولو بقياس جزء من مليار جزء لاختلّ الكون وانفجر.
إذن القمر مكانه في المسافة والدوران والزمان والمكان والفلك البيضاوي أيضاً. وبناءً عليه، يولد القمر بحسبان ويغيب بحسبان: «لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر... وكلٌّ في فلكٍ يسبحون»، وخاصة أن هناك تطابقاً كبيراً بين العلم والدين في نظرية انفجار الكون وأزليّته: «كن فيكون»، وفي علم البيولوجيا أيضاً وذلك بوجود محرّك واحد لا ماديّ للإنسان، وحتى الضرورة والصدفة وتفسيرهما فيزيائياً ومادياً هناك توافق، وحتى القول بأن دماغ الإنسان هو أعلى مراحل التطور...
إذن فشهر رمضان في بدايته ونهايته والأضحى، يعتمدان على ساعة زمنية كونية، والقمر يدور بالنسبة إلى الأرض في 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و2،9 ثانية، أما بالنسبة إلى الكون فيدور في 27 يوماً و7 ساعات و43 دقيقة و11،50 ثانية، أما باقي المشاهدات من نقاوة السماء وصفائها والغبار والضباب والنيازك وتعارض خطوط العرض وخطوط الطول مما يؤثر على رؤية الإنسان فهذا ما يجعلنا نلجأ إلى الحسابات وذلك بتجديد الدعوة التي أطلقها سماحة الإمام المغيَّب ـــــ بتغطية عربية ـــــ في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بقوله: «الرؤيا تكون بالعقل والحساب، والمشاهدة تكون بالعين» وكفانا ضياعاً فهناك ضرورات لحياة المتعبين في الأرض والخلاص من الجدل القائم سنوياً واعتماده حسابياً.
ولو طلبنا أن يحدّد عيد الميلاد للسيد المسيح فكانت الإجابة اليوم الفلاني بعد مئة سنة، وكان التحديد صحيحاً، وكان خطأ أيام بابا نويل في أنطاكيا وصُحّح حتى حصل الفرق ما بين الميلاد في 25/12 و31/12 رأس السنة. أمّا أضحانا هذه السنة، فإن الفتوى تدخل فيها السياسة.