شُيّع المجنّد في الجيش الشهيد سعد الله يزبك، يوم أول من أمس، بعد مقتله في اشتباك «غامض» وقع قرب الحدود اللبنانية السورية، فيما لم يحسم التحقيق ما إذا كان مطلقو النار مهرّبين أو أصوليين، مع ترجيح الفرضية الثانية
البقاع الشمالي ــ رامي بليبل
قبل يوم واحد من احتفالات الجيش اللبناني بعيده الوطني الثالث والستين، عكّر اشتباك صفو الأمن على الحدود الشمالية بين لبنان وسوريا، عندما تعرّض موقع حدودي للجيش اللبناني لإطلاق نار أسفر عن استشهاد جندي من الجيش وجرح آخر. فعند أطراف بلدة «قلد السبع» (قضاء الهرمل) المحاذية لعكار، والواقعة على بعد نحو 20 كلم إلى الشمال من مدينة الهرمل، والتي لا تبعد أكثر من 200 متر عن خراج بلدة «إبّش» السورية، وقع هجوم مسلح فجر الأربعاء نفذه 3 مسلحين أطلقوا النار مباشرة على نقطة حراسة متقدمة للجيش اللبناني، مما أدى إلى استشهاد الجندي سعد الله خليل يزبك (23 عاماً) وجرح المجند أحمد الخطيب (26 عاماً).
عناصر الحاجز ردّوا على مطلقي النّار الذين فروا، من دون تحديد الوجهة المباشرة لفرارهم، رغم احتمال دخولهم الأراضي السورية للاختباء في الأحراج المحيطة، من دون تأكيد ما إذا كان أحدهم قد أصيب أم لا. وقالت مصادر أمنية في البقاع إن المسلحين كانوا يحاولون التسلل إلى موقع للجيش اللبناني في المنطقة، بغية سرقة السلاح والعتاد والأمتعة، محاولين اختطاف أحد الجنود، ولكنهم اصطدموا بنقطة الحراسة، فجرى إطلاق نار استشهد بنتيجته الجندي يزبك وجرح المجند الخطيب.
شهود عيان قالوا لـ«الأخبار» إنه تمام الخامسة صباحاً سُمِع إطلاق رصاص مصدره الوادي المقابل للحاجز لجهة الشمال، وكان عدد الطلقات 5 فقط، حصل بعدها اشتباك.
الجيش اللبناني سيّر فور الحادثة دورياته المكثّفة في المنطقة، ونفّذ طوقاً أمنياً، وأجرى عملية تمشيط واسعة في الأودية والغابات المحيطة بالموقع بحثاً عن المسلحين، وبوشرت التحقيقات لمعرفة مكان المهاجمين وهويتهم. وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية رفيعة أن أياً من فرضيات التحقيق لم تُحسَم بعد، وهناك صعوبة في تحديد ما إذا كان المهاجمون من المهربين العاملين على طرفي الحدود، أو من جهات أصولية. لكن المصدر أكّد أن الفرضية الثانية هي الأقرب إلى الصحة، وخاصة أن إفادات جنود الجيش أظهرت وجود أدلة على أن المهاجمين كانوا في صدد اختطاف جندي واحد على الأقل. الأمر الآخر الذي رجّح الفرضية الثانية هو أن المهربين يتنقلون على طرفي الحدود بحرّية، وهناك أنابيب لتهريب المازوت في المنطقة على مرأى من القوى الأمنية.
تجدر الإشارة إلى أن مصادر أمنية في البقاع لفتت إلى حادثة وقعت قبل 3 أيام من هذه الحادثة، تعرّض خلالها حاجز للحرس الحدودي السوري في الجهة المقابلة لحاجز الجيش اللبناني، إلى هجوم أسفر عن سرقة سلاح وأمتعة وأحذية.
مديرية التوجيه في الجيش اللبناني كانت قد أصدرت بياناً مقتضباً إثر الحادث قالت فيه: «تعرّض أحد مراكز الجيش في البقاع الشمالي إلى إطلاق نار من جانب مسلحين مجهولين، حيث رد عناصر الحاجز على مصادر النيران، وأدى إلى استشهاد أحد العسكريين وجرح آخر، فيما لم تحدد الإصابات في صفوف المهاجمين الذين لاذوا بالفرار».
إلى ذلك، استنكر أهالي الهرمل الحادث المؤلم، مؤكدين أن كل من يتعرّض لمواقع الجيش اللبناني الذي هو عنوان وحدة الوطن إنما يتعرّض لكل لبناني شريف مقاوم مؤمن بوطنه.