كتب لي أحد الأصدقاء في رسالة إلكترونية أنه بدأ يعيش حالة فصام نتيجة عيشه وحيداً في باريس. لم أجب بعد عن هذه الرسالة. كتبت الرد وتردّدت في ضغط زر «send».«عندما أجلس مع أصدقاء يعيشون هاجس حب الحياة أخوض، باستبسال، معركة الدفاع عن المشروع الآخر. ليس حباً بهذا المشروع، بل امتعاضاً من سياسة فريقهم وتاريخه. وعندما أكون برفقة آخرين يطرحون الممانعة شعاراً لهم، أشتبك معهم بجميع أنواع الأسلحة، الخفيفة والثقيلة والمدفعية، منتقداً هذا الفريق ومقدّماً صورة مختلفة عن الجلسة السابقة. حالتي أشبه بخطاب زعيم محلي يبحّ على المنبر وهو يدعو إلى الحوار، فيما ينشغل أعوانه في توزيع الأسلحة على الأنصار. وهي أشبه بالدولة التي تطرح الخصخصة وتؤكد في الوقت نفسه أنّ «احتياط الذهب ممتاز والليرة تحافظ على قيمتها». وهي شبيهة أيضاً بمواطن كسرواني يتغنّى بحزب الله، أو شوفيّ يؤكد دعمه لقائد القوات اللبنانية. وهي كتناول «المجدرة» كل يوم وإقناع الذات بأنّ الحبوب أفضل من اللحم. حالتي تتشابه أيضاً وحالة شخص يعيش علاقتين «عاطفيتين» مختلفتين (وأنا لم أستَشِرك بعد في ما يخص هذا الموضوع)».
لم أرسل بعد هذا النص، إذ لا يمكنني أن أردّ بالعبارة نفسها، أي «أنا أيضاً يا صديقي، أعيش في حالة سكيزو».

نادر...