ينهي اليوم 53 طالباً أجنبياً ستة أسابيع أمضوها في متابعة برنامج المعهد الصيفي للتعليم المكثف للغة العربية التابع للجامعة اللبنانية الأميركية (LAU). وقد خضع الطلاب لمقررات تعادل 8 وحدات تعليمية (CREDITS) تغطي تعليم اللغة في سياق الثقافة اللبنانية
فاتن الحاج
تنشغل هايكة ليمان في كتابة قصة بالعاميّة عن مسيرتها من بيروت إلى بعلبك بـ«الفان». تقول: «حوالي الساعة أربعة أخذت سرفيس عالكولا وبالصدفة لاقيت الشوفير محمد صاحب الفان اللي رحت معه من جمعتين. كنا عم نحكي كل الطريق لشتورا ... بشتورا كان لازم إنزل وآخد سيارة تانية، لأن ما عندو ركاب غيري عبعلبك، وصّلت عبعلبك حوالي الساعة سبعة المسا... هونيك ما ارتحت كتير لأن كان لازم نروح عَ زفة العرس لأصحاب وليد...مرط وليد عارتني تياب من عندا...جرّبت أكتر من فستان حتى قرروا كلن شو لازم إلبس وعبير حطتلي مكياج ع وجّي...رحنا ع الحفلة...هونيك أكلنا ورقصنا وتفرجنا على عرض لفرقة دبكة كمان...رجعنا عالبيت شي الساعة تنعش ونص وتعشينا مرّة تانية».
كانت هذه محاولة تطبيقية لدرس العاميّة في الجامعة اللبنانية الأميركية قامت بها عالمة الآثار الألمانية التي تعدُّ رسالة دكتوراه عن البيوت القديمة في بعلبك. لم تكن المحاولة الوحيدة لهايكة بل سبق لها أن كتبت حواراً مع امرأة من بعلبك، بحسب أستاذة اللهجة اللبنانية في البرنامج المكثف في الجامعة وفاء قيس. تشرح قيس أهمية الصف لكونه يُدخل الطلاب الأجانب على مدى ثلاث ساعات يومياً في النسيج اللبناني عبر استقاء الأفعال والأسماء والعبارات باللغة المحكية من الأغاني والأفلام اللبنانية (سكّر بنات، فلافل، البوسطة، زوزو...) والأمثال الشعبية. يتعلّم الطلاب كيف يتواصلون في بيئة مختلفة عنهم، وكيف يتصرفون عندما يواجهون موقفاً معيناً. يقرأ المتقدمون منهم (advanced) الصحيفة باللغة العربية، ويحلّلون المواضيع من الصفحات المختلفة. وهنا توضح مديرة البرنامج ميمي جحا أنّ الصحيفة ضرورية لكون معظم الطلاب يدرسون العلوم السياسية والعلاقات الدولية. كذلك فالطلاب يخضعون لمحاضرة سياسية كل أربعاء. لكن السياسة ليست كل شيء في البرنامج، فهناك متّسع من الوقت للقيام بالرحلات الأسبوعية والتعرّف إلى «الأكل» والثقافات اللبنانية، على حد قول ديريك كالواي الذي يرى في لبنان المتعدّد مساحة لاكتساب الخبرات، وبتعبير آخر «full of life».
أما نيكول صايغ التي تأتي من جامعة جورج واشنطن الأميركية فهي لبنانية الأصل ولا تحتاج إلى العامية، وإن كانت لهجتها «مكسّرة»، وقد حضرت إلى البرنامج لتدرس «النحوي»، كما قالت. ما يعجب نيكول تركيز البرنامج على العادات الاجتماعية، فتقول: «ماني مجبورة اتعلم بالصيف، بس البرنامج خلّاني إدخل بالجو اللبناني».
وبالنسبة إلى كيفن ايكيرك، فاللغة العربية ضرورية للعمل في وزارة الخارجية الأميركية، وهو يطمح إلى العودة إلى لبنان كخيار أول، وإلّا فاليمن أو دبي. لا يزال كيفن في صف المبتدئين، و«اللغة الفصحى صعبة جداً». لكن مورغن موريست باتت تعبر عن نفسها بالعربية بطلاقة، فهي درست الصحافة السياسية في الولايات المتحدة الأميركية وتنوي متابعة دروسها في المحاماة، لكون سوق العمل الأميركي ليس مفتوحاً أمام المهنة الأولى. لماذا لا تعملين في لبنان؟ «هون ما في شغل حتى للبنانيين»، تقول ضاحكة.