روان عز الدينرماله المقدّسة طهّرتها آلهة الحب. من أحشائه وُلدت الأبجدية، وبين طيّاته عثر على صدفة الموريكس، اللون الأرجواني!
اتخذه طائر الفينيق عشّاً له، وجعله البحّارة مقرّاً لأساطيلهم. الشاطئ الذي أصبح محمية لم يعد كذلك. فشاطئ صور الذي طحنت جماله فوضى الزوار أصبح مماثلاً للشطآن الأخرى بعدما كان سيّدها. حاله مثل حالهم: مجرى مجهول المصدر يصب في البحر، أوراق وأوساخ كثيفة تكاد تغطي الرمال، بالإضافة إلى أكياس النايلون التي تملأ الماء، فيتراءى للكل كما يتراءى للسلاحف البحرية أنها قناديل نافقة، وهذا السبب الرئيسي الذي جعلها قيد الانقراض مع بعض الثروات الحيوانية.
ترى هل يستكثر الناس الاهتمام بالشاطئ مقابل ما يقدمه لهم؟
وهل تظنّ الجهات المعنية أن فقدان هذه الثروة أمر بسيط؟ أظن أنّ الندم لن ينفعنا في ما بعد، ولن نتمكن من استرداد ما فُقد. عندها، لن نجد أمامنا سوى الأطلال للبكاء عليها!