إبراهيم الأمينمشهورة هي عبارة زيادة الرحباني في مسرحية «فيلم أميركي طويل» عن الذي يشرح طبيعة المعركة مع الرجعية العربية والانعزالية اللبنانية، وعن الذين انتهوا «معنا في الخندق» قبل أن يرتبك في عقله ولسانه وينتهي به الأمر في مستشفى المجانين. يبدو أن ما قاله الرحباني قبل أكثر من ربع قرن، لا يزال حاضراً في مشهدنا اليوم. وها هو وليد جنبلاط قرر أن المشروع الأميركي غير نافع، وأنه ينوي مغادرته أولاً، واتصل بوكلاء القرار الوطني الفلسطيني المستقل من جماعة أبو مازن والدحلان، معتذراً لأنه نسي فلسطين والعروبة في غمرة انهماكه بضمّ لبنان إلى المشروع الأميركي. ومن ثم بعث وراء ابنه، خليفته تيمور، وقال له: اسمع يا بني، فلسطين هي قضيتنا الأساسية، وهي كل ثوابتنا. ثم أخذه في رحلة الاستقبال للأسير المحرر سمير القنطار، متحدثاً عن إمكان التعايش بين مشروعه للدولة والمقاومة.
وكعادته، لم يتوقف جنبلاط عن قول ما يريد أن يقوله في هذا السياق. وبعدما قال لمراسلي تلفزيون الجديد إنه لن يظهر على هذه الشاشة إلا متى أصبح اسمه أحمدي نجاد، عاد واختارها في لحظته المناسبة، مكرراً صياغة موقفه المبتعد فيه يوماً بعد يوم عن ثوابت ثورة الأرز ليعود إلى ثوابت ثورة العرب.
وبحسب سيناريو صاغه السياسيون في لبنان منذ قيامه كياناً هشاً، فإن جنبلاط لن يحتاج إلى وقت طويل حتى يكون قد استوى في مقعد سبق له أن خبره في يوم من أيام القدس يستعرض آلاف المقاومين، أو يجول مع حفيده على تخوم فلسطين المحتلة يدله على القرى السبع أو التسع ويقول له إن لبنان يجب أن يواصل المقاومة حتى استعادتها.
يعني أن جنبلاط سيكون معنا في الخندق، ربما إلى جانب كثيرين من الذين نحبّهم، على أمل أن لا ينتهي الأمر بأبناء الخندق وضيوفهم في مستشفى المجانين أيضاً.
إن الله وحده يعلم ما في القلوب، وعليه الاتكال لكشف المستور!