رومل أرسلان سعيداستشهد فوق التراب الفلسطيني المقدس، لأن قضية فلسطين محفورة عميقاً في قلوب العرب جميعاً، من المحيط إلى الخليج. آمن بالحقوق الشرعية وعدالة القضية، فامتشق ثائراً سلاح الشرف والكرامة والعزة والإباء، مجاهداً بروحه الطاهرة والدماء، لكي تنتصر إرادة العرب الحرّة، وتنكسر إرادة العدوّ الصهيوني الغاشم الغاصب، الذي ارتكب المذابح والفظائع والبشاعات بحقّ أبناء أمتنا العربية، من شيوخ ونساء وأطفال، الشهيد البطل ربيع المشطوب، الذي عاد جثمانه الطاهر ليدفن في بلدته الكريمة المعطاءة، رأس المتن، التي أنجبت أعلاماً ومشاهير، في مختلف الحقول والمجالات، وبينهم المفكر والمؤرخ والأديب، المجاهد القومي العربي الكبير، المغفور له عجاج نويهض، الذي ناضل طويلاً من أجل العروبة، وفلسطين الحبيبة الجريحة النازفة على الدوام.
طائفة الموحدين الدروز والحزب التقدمي الاشتراكي ومنطقة المتن الأعلى، إذ يستقبلون اليوم جثمان الشهيد البار المشطوب، تغمرهم مشاعر الفخر والاعتزاز، بما صنعه ورفاقه من بطولات وانتصارات وأمجاد، فضلاً عن جهاد الأسرى العائدين، وعلى رأسهم عميدهم الرمز، سمير القنطار، الذي واجه نحواً من ثلاثين عاماً، رافعاً الرأس عالياً، تعذيب جلادي العصر من دون منافس.
لن نتنازل عن عروبتنا التي تجري في عروقنا، سيراً على نهج أسلافنا العظماء والخالدين إلى أبد الآبدين: أمير البيان شكيب أرسلان وقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش والمعلم الشهيد كمال جنبلاط.
كما أننا، ونحن نكرّم الشهيد المشطوب، نعاهد من أعماق الأعماق على أن نبقى أوفياء لدماء الشهداء، وعلى أتمّ الاستعداد والجهوزية للبذل والتضحية والفداء والاستشهاد.