وليم نصارأنا أحبّ. أجل أنا أحبّ. أقول هذا بثقة جبل وتدفق بحر. وأحب منذ أطلقنا كلمتنا الأولى، منذ أن تفتحت سنبلتنا الأولى، منذ أن أزهرت طلقتنا الأولى في صدر المحتل على يد جمول. يومها غمرني فرح لا حدود له، فرح لا يأتي إلا بين أجيال.
أنا أحبّ. منذ أن تبادلنا المواقع: نحن الورد والآخرون السياج... نحن السياج والآخرون الورد.
هكذا نحن وما نزال: سياج ووردة. وردة وسياج، لدرجة بات التمييز صعباً، من هم الوردة؟ ومن هم السياج؟ خاصة عند حلول الظلام. أنا أحب. ومع من أحب أكون مثل جناح وطائر؛ ضفة ونهر، عرق وجبين، قبلة وخوف، طفل وأم، لون وقماش، شجرة وغصن، ريح ووطن... زجاج وحجر!
ولكن كيف سيكون الأمر؟ كيف ستكون اللغة إذا حطّمناها؟ كيف ستكون اللغة إذا بدأنا بالابتعاد عن حضن الأم، وانطلقنا بها نحو أرض مهجورة؟
ولماذا نختلف على اللغة إذا كانت معشوقتنا اسمها الحزب الشيوعي؟
كيف ستكون لغة الدم الذي سفكناه ذات يوم في موقع، في خندق أو تل، في قصيدة أو أغنية.
هل هي لغة الواقع؟ لغة الأزمات؟ أم لغة الأحزان والأمر الواقع المفروض؟ إذا كانت لغة الواقع فلماذا نكسرها؟ وإذا كانت لغة الأزمات، فنحن أول من يجب أن يرتقي بها إلى النور، ويبتعد بها عن مستنقع المداورة والممالأة والمفردات الحمالة الأوجه التي تتخفى بالموضوعية، لكن الانحياز البشع يفضح أصحابها. هي لغتنا، يجب أن تكون تاريخنا، سنديانتنا الحمراء. فسيحة كالأرض، وفيها متسع للضوء، عند حلول الظلام.
أيها الرفاق حتى العظم، ألم نتفق يوماً على أنّ الحزب أكبر من كل الخلافات والتناقضات؟
أيها الرفاق، لم أرفع الراية البيضاء بعد، ورايتي أصبحت أشد احمراراً، وما زلت في نوبة حراستي في الرميلة... هل تذكرون الرميلة؟
أيها الرفاق، ما زلت في حالة الحيطة والحذر. ما زلت أنام في ثيابي الكاكية اللون. فأنا ما زلت أنتظر الأمر بالجهوزية. فلا تتركوا المتاجرين بدمنا وتاريخنا يأخذوننا غدراً. أسمعوني صرختكم ودويكم. أروني أعلامنا الحمراء ترفرف في كل قرية وشارع ومدرسة! قبلاتي لجبينكم الشامخ وعيونكم الدامعة. لكم وقبلكم للحزب الولاء إلى أبد الآبدين. لقاؤنا في المستقبل