صيدا ــ خالد الغربيقالت شقيقة أحمد مصطفى محمد الذي قارب على اعتقاله في سجن رومية المركزي عام كامل بتهمة الانتماء إلى فتح الإسلام إنه اعتقل وهو يبيع السمك، وأضافت أنه تعرّض للتعذيب أثناء التحقيق معه. أما أم محمد البيطار، زوجة أحد الموقفين فقالت: «إنهم يضعون التهم وأزواجنا براء منها، فليحاكموهم ويثبتوا التهم»، ثمّ صرخت: «نعتصم لإيصال الصوت ضد ما يحصل مع الموقوفين في فرع الإرهاب في سجن رومية، ولا يوجد من يدافع عنّا... قد يكون البعض قد اعترفوا بتهم منسوبة إليهم بفعل التعذيب والضرب والإهانة». عدد الموقوفين يقدر بالمئات من الشمال وصيدا والمخيمات، أُوقفوا على فترات خلال الأعوام الثلاثة الماضية بتهم الإرهاب ونقل الأسلحة، بينهم العشرات من صيدا ومخيماتها.
علا نداء أقارب السجناء أمس خلال الاعتصام الاحتجاجي الذي دعت إليه «لجنة أهالي الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية» داخل مسجد الشهداء في صيدا، وتعددت الرسائل والأهداف والتوصيفات. فبعض المعتصمين رأوا أن الموقوفين هم سجناء رأي، واعتقالهم هو سياسي، بينما شكا آخرون الظلم والجور والتعذيب وإلصاق التهم، وغيرهم قالوا إن «الإسلام هو المستهدف»، فيما كان أبلغ تعبير لكشف المكبوت عند معظم المشاركين في الاعتصام هو أن التوقيف «استهداف للسنّة»، إذ قال الشيخ عبد الله حلاق: «السُّنّة طائفة مظلومة، وهذا الاعتصام من أجل نصرة هذه القضية».
شارك في الاعتصام مشايخ ورجال دين وقوى إسلامية، وخلص الاعتصام الى إطلاق «صرخة عُلمائية» (كما قال الحلاق) إلى من يعنيهم الأمر بعدم السكوت واتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم إجراء محاكمات عمّا وصفوه بـ«المهزلة القضائية» التي تترك مئات الموقوفين من دون محاكمة.
وألقى رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية الدكتور علي الشيخ عمار كلمة تفاوتت بين التحذير من الاستمرار في هذا الاعتقال وما نقله عن مسؤولين كبار وأمنيين وقضائيين من عدم تورط الموقوفين بأي عمل أمني إرهابي.
وطالب عمّار «الأخوة» الأمنيين «بكل محبة» أن يبادروا إلى وقف الاعتقال العشوائي وعدم جواز تعذيب هؤلاء الناس وعدم اعتقال «أي من شبابنا الذين لم يفعلوا أي شيء إلا الصواب».