نال 26 طالباً من كليّة الفنون الجميلة والفنون التطبيقيّة في جامعة الروح القدس الكسليك شهادة دبلوم الهندسة الداخليّة. وقد أجرى المتخرّجون دراساتهم التحليلية عن موضوعات مشاريعهم التي مزجت بين الفكر والخيال، وتنافسوا في تقديم الصورة الأفضل لأفكارهم «الإبداعية»
الكسليك ـ جوانا عازار
تصب مشاريع التخرّج لقسم الهندسة الداخليّة في كليّة الفنون الجميلة والفنون التطبيقيّة في جامعة الروح القدس الكسليك في الإطار الجديد والمستقبليّ لمفهوم هذا الفرع الذي ينفتح على موضوعات فكريّة وخياليّة.
وفي هذا الإطار، اختارت الطالبة نادين درغام تصميم مقر ومعرض للحركة الفنيّة التغييريّة، وهو مقرّ يقع في وسط مدينة بيروت بين جادة فؤاد شهاب وساحة الشهداء. أرادت نادين أن يكون المبنى المؤلف من ستّ طبقات مساحة حرّة يتواصل ويشترك فيها المواطنون، وحقلاً للأبحاث والتجارب الجديدة. وفيما تنظم العروض في المبنى، يلتقط الخارج حركة الناس ويضعها في أجواء مختلفة. ويستقبل الطابق الأرضي للمبنى الناس، حيث المعارض والـ«Mediatheque»، فيما يوجّههم الطابق الأوّل إلى صالة السينما التقليديّة التي تدور أيضاً في إطار إعطاء الحريّة للمشاهدة. وتعكس نادين وجهة نظرها المتمثلة بـ«أنّ الهندسة تجعل المكان يترك تـأثيراً عبر غسل الدماغ لمحو العادات التي يمكن أن تبصر النور». يذكر أن المبنى أنشئ بين 1969 و1970 ويتألف من ستّ طبقات كانت تضمّ في السابق متاجر وصالة سينما.
من جهته، أعطى الطالب جان بو ضومط هوية لمؤسّسة جميّل وإخوانه المتخصّصة بصناعة الكرتون من خلال تصميم خاصّ للجدران، الدهان، البناء، والشعار الذي يدخل في إطار الهوية الخاصة بالشركة. وقبل الوصول إلى مشروعه النهائيّ، أجرى بو ضومط الدراسات التحليليّة عن الشركة وما يميّزها، إضافة إلى المواصفات التي يجب أن تتمتّع بها من خلال احترام الشروط البيئيّة، وتقديم الصورة الإبداعيّة. وقد حدّد بو ضومط كيفيّة تجديد وجه الصناعة اللبنانيّة في ظلّ العولمة السائدة.
ولأنّ الطفل يحتاج إلى المعرفة حاجته إلى الراحة والحماية، كان مشروع الطالبة دانيال رياشي بمثابة مساحة جديدة للطفولة فيضمّ مطعماً، حوض سباحة ومكاناً مخصّصا للّعب. وفي المشروع يعيش الطفل في بيئة تخوّله التحرّك والتعبير عن نفسه بسهولة. ويقدّم المشروع للطفل الحماية، الوجود والمقاومة. ويقدّم المكان للأطفال تعليماً لغويّاً، فيما يلعب الأطفال بحريّة في حوض السباحة. وقد اختارت دانيال الأثاث المناسب للمكان، فاعتمدت الأشكال الغريبة التي تثير انتباه الأطفال والألوان، مازجةً بين الحارّة منها والباردة، إضافة إلى استعمال اللون الأخضر الذي يعطي رونقاً يعكس الحياة.
أما الطالبة سحر صليبا فصمّمت فندقاً للشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاثين سنة تحت عنوان التفاعل والهندسة. ويقع الفندق على مساحة 950 متراً مربعاً ويتألف من ستّ طبقات ويقدّم نموذجاً جديداً لعالم الفنادق والموضة على طراز سلسلة فنادق «Sixty» في إيطاليا. ويجد الزائر في الفندق التمازج بين التكنولوجيا والهندسة من خلال الألوان، الصور، الكاميرات الخاصّة بالكمبيوتر الموجودة في الغرف فتمثّل كلّ غرفة في الفندق قطعة فنيّة متميّزة، وخصوصاً أنّ في الفندق تمازجاً بين الظلّ والضوء، الأشكال الأفقيّة والعموديّة. وتقسم غرف الفندق إلى ثلاثة أنواع، منها الكلاسيكيّة ومنها التي تتسّع لعدد من الشباب، ومنها التي تضم خيماً تقدّم لهم أجواءً كشفية.
وكان 26 طالباً من الكلية قد نالوا شهادة دبلوم الهندسة الداخليّة بعدما ناقشوا مشاريعهم أمام اللجنة التحكيميّة، التي رأسها عميد الكليّة المهندس إلياس طعمة وعدد من الأساتذة المشرفين على المشاريع.


مساكنة من نوع آخر

وجدت الطالبة رنا غانم أنّ السكن المشترك بين الأهل والأولاد والأجداد تحوّل إلى مساكنة خاصّة، إذ إنّ لكلّ جيل هويّته الخاصّة وطريقته في العيش والتفكير. وهنا تبرز إشكالية حلّ النزاعات بين الأطراف وتوحيد الأجيال تحت سقف واحد من خلال المشاركة. وترى رنا أنّ إيجاد مكان يعيش فيه الأبوان مع ولدهم المتزوّج وأولاده ويمزج بين تلبية حاجاتهم و«العيش معاً» يتحقّق في المفهوم الذي اعتمدته في مشروعها والذي يجمع بين مساحات مختلفة تجتمع ويتواصل بعضها مع البعض الآخر وتكون على شكل U، ما يتيح التواصل وإيجاد مساحة مشتركة عمليّة ونظريّة، إضافة إلى وجود شفافيّة متوازنة تعزّز التواصل، ونتيجة لذلك تتحقّق المساكنة مع حفظ الاستقلاليّة في إطار واحد للعيش معاً.