محمد مكي أخي العربي، تأمل قليلاً أقوالي واترك ضميرك يدغدغ روحك ويلاعب فيك الحق فينزلك من أعالٍ.
فماذا لو كنت فلسطينياً؟ وماذا لو ولدت في فلسطين بعد النكبة وسمّيت جرحاً؟
ماذا لو بدأت تكبر وبدأ اسمك يلتصق بروحك وجسدك يوماً تلو الآخر؟ ماذا لو أدركت أن أرض الأنبياء المقدسة تحولت إلى أرض للشهداء؟ ماذا لو عُلّقت الأغلال في يديك وأقفلت شفتيك ولم تترك سوى عينيك؟ ماذا لو أصبحت لا ترى إلا ألم إخوتك ولم تعد تسمع إلا صراخ أهلك وجيرانك؟
ماذا لو اغتُصبت أختك وضُرب أبوك وقُتل أخوك ودمّر بيتك وأُحرق كتابك وأنت لا تملك إلا صوتاً وحجراً؟
ماذا لو وجدت نفسك بين جدران سجن يحضن أرذل أنواع البشر، فيه أمسيت ومختلف أنواع العذاب تلقّيت؟
ماذا لو بدأت روحك تخاطبك بشوقها للعلم والمعرفة، وخلف أبواب العلم اختفيت؟
ماذا لو بدأت بالصراخ منادياً إخوتك بالإنسانية، مطالباً بأدنى حقوقك فسارعت السياط وانهالت عليك؟
ماذا وماذا وماذا...
فماذا لو كنت هكذا فلسطينياً؟
قف أخي العربي وقفة رجل جبار، وأغلق عينيك وابعث روحك لتحل بين جنبيّ كل فلسطيني، وأطلق صوت ضميرك وعقلك واسمع ثم أجب...
هل للصمت تستسلم أم بحبال الثورة تعلّق كفّيك؟