بيار الخوريلم يكن إطلاق الأسير سمير القنطار عرساً عربياً شاملاً، في ظلّ الجنازات والخيبات المتتالية لهذه الأنظمة العربية، المستعدة دائماً لتمويل نفسها بأفظع أنواع الظلم والديكتاتورية.
الأسرى داخل السجون «الملكية» والعائلية لا يحصون ولا يعدّون، حيث لم يكفّ الحاكم بأمره عن القول «من نحن لكي نحارب إسرائيل وأميركا؟». لا يجوز الوقوف على أطلال هذا الانتصار الكبير، بل يجب إطلاق سراح الفكر والثقافة العربيين لينهشا أجسام هذه الأنظمة الورقية. يجب استكمال هذا الانتصار بالنضال المستمر في سبيل إرساء ديموقراطية المقاومة وتسعير مشاعر الاستياء ضد الأنظمة الحاكمة، فتتعبّد الطريق أمام مقاومة حاشدة هدفها أولاً إرساء حق المواطن في معرفة الحقيقة، حقيقة طبيعة العلاقة ما بين هذه الأنظمة والبلدان الحيتانية المنحازة، يجب ألا ننسى النصيحة الويلسونية التي تقول: «يجب أن تؤدي أميركا رسالتها التاريخية، ومن خلال هذا أو ذاك تديم هيمنتها».
ثانياً حق المواطن في الحفاظ على فكره وعقله بعيداً عن التعصب المذهبي. لا حرية مقاومة من دون الديموقراطية، ولا مقاومة إلا بإرادة شعبية عنيدة. لنستكمل هذا الانتصار بالاتحاد والتضامن العربي في سبيل فك أغلال الظلم والاستبداد عن المدن العربية للانطلاق نحو الفردوس الأرضي للشعب العربي المعذب.