ندعو إلى مقاطعة الانتخابات النيابيّة المقبلة... لأنّنا نرفض العصابات الحاكمة والعصابات المعارضة... لن ننسى دماء الشهداء مقابل اتفاق خارج أرض الوطن على بيع الكرامة وخيانة الشعب...». بهذه العبارة يجذب مؤسّسو مجموعة «قاطعوا الانتخابات النيابيّة 2009» الأعضاء الجدد. صورة لافتة تمثّل معصمين مقيّدين يحملان ورقة عليها عبارة «قاطعوا!» تستقبل الوافدين إلى المجموعة.يمثّل البيان التأسيسي للمجموعة صرخة غضب على الطبقة السياسية اللبنانية بكل أطيافها الموالية والمعارضة. فيتساءل: كيف ينجرّ الشعب وراء الزعماء وقصورهم من تعب هذا الشعب وشقائه. كما يرفض التبعية، الطائفية والحرب، ويرفض السياسيين الذين شاركوا «في صنع الجرائم، واليوم نراهم ممثلين للشعب». كما يشدد البيان التأسيسي على أن من يشارك في الانتخابات النيابية يشارك في الجريمة. وتزخر المجموعة بحوالى خمسين صورة للزعماء اللبنانيين الذين تقف ضدهم، من الموالاة والمعارضة، تعود بعضها إلى العقد الماضي. ويناقش الأعضاء في منتدى المجموعة قانون الستين، والنسبية وغيرها.
ورغم عدد الأعضاء القليل الذي لا يتجاوز أربعمئة، فإنّ المجموعة فاعلة يومياً. فيتناقش الأعضاء بأبرز المستجدات والتطورات السياسية. ويبرز عدد من الذين لا يؤيدون المقاطعة، فيقترح أحدهم تأليف قوة فاعلة للتأثير، لأن المقاطعة، بنظره، ستؤدي إلى تضييع الجهود. فيما يؤكد آخر أنه سيشارك في الانتخابات النيابية المقبلة، ولكن بورقة بيضاء، لأن المقاطعة تعني «الاستسلام لهذا الزمن الرديء». فيؤكد مسؤول المجموعة أن المقاطعة هي عدم الانتخاب أو الورقة البيضاء أو التظاهر، ما يجعل أحد الاعضاء يرد عليه بأن التظاهر في لبنان «ما إلو خبز».