كان يكفي إهدن ما يقال عنها بأنها «المصيف الظاهرة» في لبنان، لأنه الوحيد البعيد عن العاصمة، ورغم ذلك تضج فيه الحياة. لكن جمعية «الميدان» ارتأت أن تضيف إلى المنطقة ميزة أخرى من خلال تنظيم سلسلة من النشاطات اختارت لها عنوان «إهدنيات».هذا النشاط الذي غاب في العامين الفائتين بسبب «حرب تموز» ثم «حرب البارد»، يعود اليوم ضمن برنامج مميّز يسلّط الضوء على أربعة مواضيع: «حرفيات»، «بيئيات»، «فلكيات» و«سينمائيات».
يتوقع أن تعرض «حرفيات»، بين 7 و10 آب الجاري، 25 حرفة من مختلف المناطق اللبنانية، بعضها مهدّد بالزوال والانقراض، وسيعمل بها أمام الزائرين، ما سيحوّل المكان إلى مشغل حيّ في «مبنى الكبرى الأثري» في إهدن «الذي نعمل على ترميمه» وفق السيدة ريما سليمان فرنجية رئيسة جمعية الميدان.
أما بيئيات، فلها ثلاث محطات في 3، 10 و23 آب، وتتضمن نشاطات متنوعة بين زيارة محميّة حرج إهدن الأكثر غنىً وتنوعاً في المنطقة، إلى نشاطات رياضية مع فريق Ehden Adventure من تسلّق وهبوط وPaint ball ورحلات استكشاف. وتتوّج بيئيات بسهرة في العاشر من آب مع خالد الهبر وفرقته الموسيقية. وفي 17 آب «فلكيات» رصد للفلك والنجوم بعد يوم واحد على كسوف القمر الجزئي المتوقع، وتختتم بحفل موسيقي «إلكترونيك ميوزيك».
كذلك تشهد النشاطات بطولة لبنان في الشطرنج وطاولة الزهر بحضور مراقبين ولجنة تحكيم. أما الختام فسيكون مع «سينمائيات»، وفيها عرضٌ لأفلام طالبية من مختلف الجامعات اللبنانية يختارها الأساتذة الجامعيّون، وتعرض على لجنة من اختصاصيين وأكاديميين ونقاد ومتابعين لتعلن في الختام أسماء الفائزين في المراتب الأولى والموزعة جوائزهم بين رحلة إلى «هوليوود» وأخرى إلى «كان» للمشاركة في المهرجانات وبين آلات تصوير متطورة جداً، و«تفاحة إهدن الذهبية» في محاولة لدعم السينما اللبنانية وفق الإمكانات لقطاع ناضل ويناضل في غياب أي دعم رسمي.
«إهدنيات» ليست مهرجاناً غنائياً ولا نشاطاً ثقافياً، بل شكل احتفالي متنوع في مصيف يجاور القمر ويضج بالحياة والسهر وبالنشاطات المتنوعة ثقافياً وغنائياً ورياضياً ودينياً. وهكذا فإن «إهدنيات» احتفالية إهدن في كل صيفية.
(الأخبار)