حلا ماضييغري مذاق العسل وطعمه اللذيذ الأم، فتضيفه إلى طعام طفلها الذي سيحبه بلا شك، وقد يتعوّد عليه كعنصر أساسي في الحليب، أو في بعض الأطعمة المخصصة للصغار. من ناحية أخرى، غالباً ما تلاحظ بعض الأمهات حالات من الحساسية أو الألم عند أطفالهن، وسرعان ما يتطور الأمر إلى حالات صعبة كحدوث عقدة المصران، وقد يمر وقت طويل قبل أن تعرف الأم أن تلك الحالات المرضية سببها التناول الكثيف للعسل الذي يحتوي على مواد سكرية يصعب على الجهاز الهضمي عند الطفل هضمه. الاختصاصي في أمراض الأطفال والعضو في الجمعية العالمية لأمراض الربو والحساسية الدكتور ربيع سبيتي يشير إلى ضرورة تجنب إطعام العسل للأطفال ما دون السنة، لاحتوائه على نسب عالية من الغلاكتوز والسكروز واللاكتوز، وإن كان من المسموح إدخال المادة الأخيرة إلى الحليب أو بعض الأطعمة، ولكن بكمية صغيرة. أما حين نتحدث عن العسل فإن سبيتي يذكر أن اللاكتوز موجود فيه بكمية كبيرة.
ويلفت سبيتي إلى أن بعض الأطفال يظهرون حساسية مباشرة بعد تناول ملعقة من العسل، فيتورّمون بشكل سريع، وتلك حالة تحتاج إلى عناية سريعة جداً في المستشفى، فهي دليل على تحسّس الغشاء المخاطي لدى الطفل، وهذه الحالة تؤدي إلى شيء من الاختناق.
وفي حالات أخرى، تتراكم مضار العسل بشكل تدريجي، فتزيد الإفرازات داخل مصران الطفل، مما يؤثر على حركة النمو الطبيعية عنده، وهذا ما يسبب في بعض الحالات «عقدة المصران». ويجدر التشديد أخيراً على أن جسم الطفل الذي لم يبلغ عامه الأول لا يحوي كل الأنزيمات الطبيعية المساعدة على هضم المواد التي يحتويها العسل. من جهة أخرى، من الضروري تنبيه بعض الأمهات اللواتي يعتقدن أن قليلاً من الحلويات التجارية لا يضر الصغار، فيعطين لطفل رضيع قليلاً من الحلوى التي تحوي مواد حافظة، هؤلاء الأمهات لا يتنبهن إلى أن المواد الحافظة أو المواد الكيماوية الموجودة في هذه الحلويات تضر جهاز المناعة لدى الصغير. وفي هذا الإطار، يجدر التشديد على الابتعاد نهائياً عن هذه الحلويات في المرحلة العمرية الأولى للطفل.