فايز فارسمع حلول فصل الصيف من كل عام، في وطن الأرز والصنوبر والسنديان... لبنان البلد المحبوب، تضرب غاباته وأحراجه حرائق تأتي نارها على ما بقي من أخضر منعش فوّاح فتّان في زمن التصحّر. والثروة الحرجية التي أنعم الله بها على لبنان واللبنانيين هي في الواقع ليست ملكهم الخاص بل هي ملك كل من تطأ قدمه أرض لبنان لتمضية أوقات محددة فيه، أو يعيش في محيطه. وبما أن الإخوة العرب قد أكدوا لنا أكثر من مرّة أنهم يحبون لبنان واللبنانيين ويغارون على هذا البلد الصغير كغيرتهم على بلدانهم وأوطانهم، وبما أن الدولة الكندية تستفيد من صراعات اللبنانيين وإخوانهم الشرق أوسطيين من أجل ترحيل أكبر عدد منهم للإقامة في أراضيها الشاسعة، بهدف إغناء مجتمعها علماً وخلقاً وأخلاقاً وسواعد فتيّة بنّاءة... أسألهم صراحة وباسم أخوة غيورة وصداقة متينة أن يبادروا إلى تقديم ثلاث طائرات «كنادير» هدية ولا أثمن إلى الدولة اللبنانية التي ستضعها بتصرف مؤسسة الجيش من أجل استعمالها في عمليات إطفاء الحرائق المشتعلة، والحد من تمددها في كل لبنان، على أن تُوزّع هذه الطائرات الثلاث على مطارات بيروت ورياق في البقاع والقليعات في عكار.وبالمناسبة أدعو وزارة الزراعة وكل اللبنانيين، وخاصة رجال السياسة والمال والأعمال الأثرياء، إلى التمثّل برجل الاستقلال الراحل الكبير كمال جنبلاط الذي أطلق في منتصف الستينيات من القرن الماضي حملة إعادة تشجير غابة أرز الباروك التي تُعدّ اليوم أهم وأكبر غابة أعيد تشجيرها في لبنان.
كذلك أقترح أن تخضع عملية مراقبة غابات لبنان وأحراجه، وحمايتها براً وجواً، لسلطة الجيش اللبناني عبر تأسيس لواء عسكري تقني خاص من أجل تحقيق هذه الغاية السامية، مع إبقاء عملية الإشراف الزراعي في عهدة وزارة الزراعة. لأن مأموري الأحراج التابعين لوزارة الزراعة غير مؤهلين لتأمين المراقبة والحماية الفعليّتين، نظراً إلى ضعف إمكاناتهم وصعوبة الظروف الأمنية السائدة في البلد. أمنيتي الأخيرة أن يصل هذا الكتاب المفتوح إلى من سمّيتهم وقصدتهم في أقرب فرصة ممكنة، وأن لا يترددوا لحظة واحدة في المبادرة إلى تقديم هذه الهدية المناسبة جداً إلى لبنان، وطن الإنسان المعطاء. ونحن، شعوب لبنان والشرق الأوسط الكبير، لهم من الشاكرين.