يستعيد لبنان عافيته ويستغلّ هدوء الصيف النسبي بعد ربيع مشحون سياسياً وأمنياً ليعمّ الفرح مناطقه بتواصل مهرجاناتها.ففي تنورين، افتتحت البلدية مهرجاناتها السياحية لصيف 2008 في ساحة القصر، في احتفال شدد خلاله رئيس البلدية عصام طربيه على ضرورة إنماء تنورين سياحياً، مؤكداً «أن المهرجانات محطة مع البهجة والفرح لأبناء تنورين والجوار وتأتي بهدف تعزيز السياحة وإنماء الاصطياف».
أما رئيس لجنة السياحة والمهرجانات نبيل حربل، فقد قال في كلمته: «إن من حق تنورين علينا أن نعيد إليها أعراس الفرح»، آملاً «أن تعم المهرجانات كل مناطق لبنان لتثبت أننا شعب خلق ليحيا ووجد ليعمل من أجل نهضة وازدهار لبنان». ثم كانت محطة لفرقة تنورين الفولكلورية التراثية تلتها فرقة أحمد مخلّلاتي «موليا» للرقص الشعبي.
لم يقتصر الفرح شمالاً على بلدة تنورين، فقد اختتمت أميون مهرجانها التراثي الأول الذي نظّمته البلدية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، بإحياء عرس من التراث الكوراني الفولكلوري، تلاه عشاء قروي في ساحة كاتدرائية القديس مار جرجس.
وأكد نائب رئيس البلدية غسان كرم خلال الاحتفال نية البلدية «إنشاء مؤسسة رسمية تُعنى وتتابع التحضير للمهرجان في السنوات المقبلة». لافتاً إلى أن «بلدة أميون تتميز بإرث اجتماعي وتراث معماري حضاري وثقافي مميز، لذلك يجب إحياء المزيد من النشاطات الاجتماعية والتراثية وفي وقت مبكر من فصل الصيف في السنوات المقبلة».
من الشمال باتجاه بيروت، استعادت جبيل في جو احتفائي تقليداً قديماً يعود إلى عهد الإمبراطورية البحرية الكنعانية، حيث أقام نادي أدونيس جبيل على مينائه الأثري، عشاء الصيادين التراثي الذي اعتاد خلاله الأهالي التجمع في ساحة الميناء بدعوة من صيادي السمك للاحتفال باستقبال الصيف.
وألقى رئيس النادي المهندس إميل العكره كلمة أشار فيها إلى أن «ابتكار احتفال عشاء الصيادين هو للاحتفال بتجديد الحياة بكل معانيها واستئنافها بأبهى حللها بعد مقاومة عنيدة لشتاء تموت فيه حبة الزرع لتحيا في الربيع من جديد»، معتبراً «أننا من مدينة لم يكن عمرها الألفي سوى مقاومة مستمرة، فتموزياتها على مدى آلاف السنين مجدت المقاومة الربيعية المنتصرة على استكانة الشتاء». وقال: «يشاء القدر أن يكون لنا في هذا الزمن تموزان استثنائيان، واحد سنة 2006 رفعنا خلاله عنا ذلّ هزيمة قومية تحكمت فينا طيلة ثلاث أرباع قرن، وانتصرنا نصراً مبيناً أول على عدو وجودي لنا في الجنوب، وانتصرنا نصراً مبيناً ثانياً هذه السنة، استرجعنا خلاله كرامتنا باسترجاع أسرانا، فعادت للحياة قيمتها، وعدنا فاعلين في محيطنا بعد زمن من الفعل بنا طال أمده».
(وطنية)