بنت جبيل ـ داني الأمينصرخة واحدة يطلقها أهالي قرى بنت جبيل ناتجة من افتقارهم إلى المياه، ما بات يمثّل عبئاً مالياً إضافياً عليهم مع ارتفاع أسعار نقلات المياه التي يشترونها. ويعيد الأهالي والمطلعون السبب إلى تراجع الهدر وسوء التوزيع، إضافة إلى المحسوبيات التي تُسهم في قطع المياه عن بعض القرى لإفادة بعض المناطق والمنتفعين.
الشكوى واحدة في أغلب قرى القضاء، لكنها تختلف في حدّتها بين بلدة وأخرى. بلدة عيترون، التي تعج بأبنائها صيفاً وتعتمد على الزراعة، يشكو أبناؤها شحّ مياه الدولة التي تصل إلى المشتركين القريبين من الخزان الأساسي، فيما يحرم أصحاب البيوت المرتفعة أو البعيدة منها. خدمة المياه تصل إلى المشتركين القريبين من الخزان الأساسي، أما الذين تقع منازلهم في أماكن مرتفعة نسبياً، فلا تصل إليهم أبداً. وفي الحالتين يضطر الجميع لشراء المياه، حيث يصل سعر نقلة المياه الكبيرة من خارج البلدة إلى 100 دولار، أما النقلة الصغيرة فتزيد على 40 ألف ليرة. ومن يحظ بفرصة الحصول على نقلة مياه من البئر الارتوازية في البلدة يدفع 20 ألف ليرة.
في بلدة شقرا التي يسكنها أكثر من 7 آلاف نسمة، الأمر مماثل، حيث تصل خدمة مياه الدولة إلى شقرا مرتين في الأسبوع الواحد ولمدة ساعة فقط، وهذا لا يكفي حاجة يوم واحد، ويبقى عليهم شراء حاجتهم.
في هذا الإطار تفيد مصادر معنية بأن «المشكلة تكمن في عدم ضخّ ما يكفي من المياه إلى منطقة بنت جبيل التي يُغذّى جزء منها من مضخات وادي جيلو، والجزء الآخر من مضخات بلدة كفرا. وتحتاج 13 بلدة تتغذى من منطقة وادي جيلو إلى نحو 10 آلاف متر مكعب يومياً، في حين أن الكمية المقرّرة لها تصل إلى 6000 متر مكعب لا يصل منها إلا 3500، إضافة إلى ذلك فإن البعض يعمد بالواسطة إلى قطع المياه عن هذه القرى لريّ البساتين في منطقة صور والمحسوبة على بعض النافذين». ويؤكد المصدر أن «ما هو مقرّر للمنطقة من تغذية المياه محدّد منذ عام 1995 رغم أن الحاجة تضاعفت اليوم، يضاف الى ذلك أن من يسرق المياه لا يحاسَب، بل هو المحاسِب أحياناً». ويلفت إلى أن بعض المسؤولين عن خدمة المياه هم أول من يلجأ إلى قطع المياه عن بعض القرى لتغذية البعض الآخر لمصالح شخصية، فأحد رؤساء الدوائر في الجنوب عمد إلى قطع المياه لمدة 12 ساعة عن 13 قرية في منطقة بنت جبيل لتغذية قرية واحدة بسبب علاقته الغرامية مع ابنة تلك القرية، ولم يحاسَب، رغم علم المسؤولين بذلك».
يعيش الأهالي هذه المعاناة رغم أن أغلبهم مشتركون في خدمة المياه العامة ويدفعون اشتراكاتهم سنوياً (225 ألف ليرة). وفي بنت جبيل نحو 1700 مشترك، ونحو 900 مشترك في بلدة شقرا و1000 مشترك في بلدة جويا و400 مشترك في برعشيت. رغم ذلك لا تصل المياه إلى هذه البلدات إلّا نادراً، وتدفع العائلات نحو 100 ألف ليرة أسبوعياً لشراء ما يلزمها من المياه في انتظار شهر تشرين الأول، «الموعد المتوقع» لإنجاز جزء من مشروع الليطاني. وهنا حديث آخر...


بعلبك وحبوش تحتجان
ترأس قائمقام بعلبك، عمر ياسين، لقاءً في مكتبه في السرايا حضره رؤساء بلديات ومخاتير قرى غربي بعلبك ومدير مؤسسة مياه البقاع عباس الموسوي لبحث موضوع انقطاع مياه الشفة عن تلك القرى. وأعلن ياسين «أنه سيرفع كتاباً إلى المراجع المختصة لطلب المؤازرة والدعم من القوى الأمنية لمؤسسة مياه البقاع لقمع المخالفات ومنع التعديات وتوفير المياه للمواطنين بالسرعة الممكنة».
وفي حبوش اعتصم الأهالي أمام جسر البلدة احتجاجاً على انقطاع مياه الشفة منذ عدة أسابيع، وقد قطعوا الطريق الرئيسية بالأحجار والإطارات المطاطية وسط إجراءات أمنية مشددة.
(وطنية)