رضوان مرتضىرغم الدعوات المتكررة من المسؤولين الأمنيين والزعماء السياسيين إلى الابتعاد عن استعمال السلاح الفردي وإطلاق النار، ومحاولة تقييد هذا الاستعمال بحصر رُخص السلاح تارة وتوقيف العمل بها تارة أخرى، لا تزال حوادث إطلاق النار تُسجل أرقاماً مرتفعة. فخلال اليومين الماضيين سجلت التقارير الأمنية 30 حادثة إطلاق نار، وهو رقم منخفض نسبياً إذا ما قورن بمجموع حوادث إطلاق النار التي سُجّلت خلال الشهر الماضي، والتي بلغت بمجملها 346 حادثة.
تختلف الأسباب التي تقف وراء حوادث إطلاق النار، فأحياناً تكون «لأسباب مجهولة»، وأحياناً أخرى تكون ابتهاجاً خلال حفل زفاف أو مهرجان ما، أو حزناً لموت قريب أو خلال تشييع أحدهم. وهناك حوادث إطلاق النار التي تحصل نتيجة خلافات شخصية وسياسية أو بسبب أفضلية المرور. وأخيراً، حوادث إطلاق النار التي يُطلق مفتعلوها النار لتجربة سلاح اقتنوه حديثاً.
على سبيل المثال، حصل خلاف وتضارب بين شقيقين في بلدة كترمايا، أحدهما رقيب في الجيش اللبناني، تطور إلى إقدام الرقيب المذكور على إطلاق عيارين ناريين من مسدسه الحربي في الهواء. خلاف آخر بين شقيقين من التابعية الفلسطينية في محلة المنكوبين ـــ طرابلس تطور إلى إطلاق أحدهم النار على الآخر فأصابه في رجله، نُقل المصاب إلى المستشفى بينما فرّ مطلق النار إلى جهة مجهولة. أما في بلدة حيزوق، فقد أطلق مجهول عيارات نارية عدة في الهواء، لكن هذه المرة ابتهاجاً، إذ حصل أثناء حفل زفاف. إطلاق النار لا يكون دائماً ابتهاجاً، ففي بلدة حوش الحريمة ـــ جب جنين، أطلق مجهولون عيارات نارية عدة في الهواء حزناً أثناء تشييع محمد عيسى الذي توفي جراء حادث سير.
أما في بلدة بر الياس، فقد حصل خلاف بين تيارين سياسيين بسبب خلافات سياسية سابقة، تطور إلى إطلاق نار دون أن يؤدي إلى إصابة أحد، حضرت هذه المرة دوريتان من الجيش اللبناني وقوى الأمن إلى المحلة. وفي مخيم البداوي، حصل خلاف بين أشخاص مجهولين، أطلقت على أثره عناصر تابعة لتنظيم سياسي عيارات نارية عدة في الهواء. أما مخيم عين الحلوة، فقد كانت حصته 4 حوادث إطلاق نار خلال اليومين الماضيين، ثلاثة منها لأسباب مجهولة وواحد لخلاف شخصي بين عنصر ينتمي لحركة فتح وآخر مجهول الهوية، حيث حصل إطلاق النار في الهواء من عناصر فتح لتفريق المتخاصمين.
وفي محلة الطريق الجديدة، أطلق سامر ك. النار في الهواء لأسباب مجهولة وفرّ بعدها باتجاه مخيم شاتيلا. وفي محلة ذوق مصبح، أطلق مجهول عيارين ناريين في الهواء أمام مجمع الهوليداي بيتش لأسباب مجهولة. وسجلت التقارير الأمنية حادثة إطلاق نار في مخيم البرج الشمالي ـــ صور من جانب رامي ص. داخل أحد أزقة المخيم بحجة تجربة المسدس.
رغم الاختلاف الذي يقف وراء الدافع لإطلاق النار، يكون هناك دوماً قاسم مشترك واحد بين هذه الحوادث وهو : «فرار مطلق النار إلى جهة مجهولة»، فقليلة هي المرات التي يلقى القبض على مطلق النار أو يُضبط فيها السلاح المستعمل.